كتب زياد غصن: ليس تعصباً لهذه الأرض
سلامات
قبل حوالي عقدين من الزمن، وقف عالم آثار غربي في أحد مواقع التنقيب الآثري في منطقة حاموكر التابعة لمحافظة الحسكة، ليصرخ قائلاً: هنا وضع أول إنسان في التاريخ قدمه.
على أهميته، لم يكن الإعلان مفاجئاً، للعديد من علماء الآثار الذين عملوا في سوريا، فهذه الأرض لم تكن كحال دول عديدة مجرد سفر في تاريخ الحضارات الإنسانية، وإنما كانت هي باختصار... أصل حضارات العالم الأولى.
وما هي إلا سنوات قليلة، حتى كانت بعثة غربية مشتركة تعلن من منطقة الكوم عن اكتشاف أهم موقع أثري مفتوح يعود لعصور ما قبل التاريخ في منطقة الشرق الأوسط.
خاصية الموقع المكتشف أنه احتفظ بالعديد من الحقب التاريخية، والتي يعود تاريخها إلى ما قبل مليون وخمسمائة ألف عام قبل الميلاد.
وهذا ما دفع العلماء لاحقاً إلى التأكيد أن هذه الاكتشافات وغيرها الكثير في سوريا عملت وستعمل على تغيير قراءة العالم لتاريخه.
في استعراضنا لما قدمته هذه الأرض للبشرية جمعاء لا نتعصب لبلد، ولدنا فيه ونعيش فيه... ولا نحاول تعظيم تاريخ بلد وجد في منطقة تعج بالحضارات.. ولا هو مجرد استحضار لماض بعيد في مواجهة حاضر مؤلم...
لكن هذه الأرض بأبنائها، وعلى مر حقب التاريخ المتعاقبة، لم تكن إلا سخية بإسهاماتها الحياتية المختلفة..
ولم تكن إلا متسامحة بقيمها ومثلها...
ولم تكن إلا فاعلة ومتفاعلة مع كل الحضارات والديانات والقوميات..
ولم تكن إلا عظيمة حتى في أحلك وأصعب وأقسى الظروف والمراحل... وستبقى كذلك...
دمتم أبناء هذه الأرض بكل خير...
زياد غصن - شام إف إم