كتب د. عدي سلطان خطوة حلوة
في خطوة ليست الأولى، أظهرت وزارة التربية إرادة صادقة وحازمة في مواجهة التلاعب والفساد في نظام الامتحانات، وهو ما عانى منه النظام التعليمي لفترة معينة . وقد جاءت هذه الإجراءات بعد تحقيقات دقيقة شملت مراجعة نتائج الامتحانات، وإجراءات صارمة للتحقق من النزاهة في أداء الامتحانات ونتائجها .
وفي هذا السياق، أثمرت الجهود عن كشف أسماء المتورطين، كما اتخذت الوزارة إجراءات سحب الشهادات من كل من ثبت تلاعبه أو غشه، بغض النظر عن موقعه الاجتماعي أو علاقاته. ويُعدّ ذلك رسالة واضحة بأن القيم التعليمية النبيلة ستظل دائماً فوق أي اعتبارات شخصية أو مادية.
إن الإجراءات الحازمة التي اتخذتها وزارة التربية هي رسالة قوية للمجتمع، بأن حماية نزاهة القطاع التربوي أولوية قصوى لا تحتمل التساهل، وأن الوزارة لن تتهاون مع كل من يسعى للتلاعب بمستقبل أبنائنا. هذه الخطوات الجادة تعزز مبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب، وترسّخ فكرة أن النجاح يستحقه كل من جدّ واجتهد، دون الاستناد إلى وسائل غير مشروعة.
ومن جانب آخر، يُنظر إلى هذه المبادرة كأنموذج يُحتذى في مؤسسات الدولة الأخرى. فهي تقدم مثالاً حياً على أهمية الإصلاح الداخلي، وضرورة تفعيل أدوات المحاسبة والمساءلة لمحاربة الفساد.
إن ما قامت به وزارة التربية يجب أن يُشكل دافعاً للقطاعات الأخرى لمكافحة المحسوبيات والفساد، في كل القطاعات، فهي خطوة ممتازة نحو تعزيز الثقة مع المواطن كي يكون على يقين بأن مؤسساته تعمل حقاً لأجله.
ختاماً، نشدّ على يد وزارة التربية وندعو جميع المؤسسات لأن تسير على نفس الدرب، لنبني معاً مجتمعاً قائماً على النزاهة والعدل.