كتب الصحفي زياد غصن: وزراء يبتعدون عن الإعلام
سلامات
غياب بعض الوزراء عن الإعلام، وتحديداً أولئك الذين تثير سياساتهم وقراراتهم جدلاً شعبياً واسعاً، ليس له من مبرر سوى أن هؤلاء يتقصدون فعل ذلك.
إما لأنهم يخافون من مواجهة الرأي العام، ولا يملكون ما يكفي من مبررات وحجج للدفاع عن سياساتهم، وإما لرغبتهم في البقاء بعيداً عن محرقة الإعلام، خاصة في الأوقات، التي يجري فيها الحديث عن تغيير أو تعديل حكومي.
وهذا بدا واضحاً في مشروع إعادة توزيع الدعم الحكومي غير الشعبي، حيث تركت مسألة الظهور الإعلامي في معظم الأحيان إلى الصف الثاني من المسؤولين.
ليس مطلوباً من المسؤولين الحكوميين الظهور الإعلامي الدائم كما يفعل البعض، فهذا سلوك قد يدفع أحياناً إلى التورط بإطلاق وعود لا قدرة للحكومة أو الوزارة المعنية على تنفيذها، أو الترويج لمشروعات وخطط قد لا تجد طريقها للتنفيذ.
إنما على الأقل عندما تثار مسألة هامة على الصعيد الشعبي، فالمنطقي أن يظهر الوزير المختص على الإعلام ليوضح ويشرح، والأهم أن يتحمل مسؤولية سياساته، بدلاً من تفعيل وضعية "صامت".
لا سيما وأن الظهور الإعلامي في بلدنا هو من طرف واحد فقط، أي ليس هناك طرف مقابل يناقش بعمق ويحاجج بعقلانية.
كل هذا يقودنا إلى معاودة السؤال عن المعايير والأسس المعتمدة في اختيار شاغلي المناصب الإدارية العليا، والتي يبدو أنها لا تزال محكومة بظروف ومتغيرات غير موضوعية، والدليل هو عدد المرات التي جرى فيها تعديل حكومي خلال سنوات الحرب.
زياد غصن - شام إف إم