كتب زياد غصن : ماذا يخفي الناس؟
سلامات
هل ما يقوله الناس في بلدنا، هو فعلاً ما يؤمنون به؟
في قضايا الشأن العام، لا يمكن الجزم بذلك؛ فالخطاب الذي نصرُّ على نشره بين المواطنين بصيغة الأمر، قد يجعل البعض يردده علانية، لكن في سره ثمة قناعة أخرى أكثر مصداقية لدى هؤلاء.
ليس هذا نفاقاً أو خبثاً من قبل هؤلاء، بل هو شكل من أشكال المسايرة الاضطرارية.
هذه المسايرة هي التي تجعل مواطناً يقف ليتحدث عبر ميكروفون التلفزيون محملاً العقوبات الغربية المسؤولية الكاملة عن معاناته، لكنه في داخله مؤمن أن هذه العقوبات تحولت إلى مجرد شماعة تعلق عليها المؤسسات أخطاءها وفسادها.
هذه المسايرة هي التي تجعل مواطناً آخر يشيد بأداء مؤسسة ما، فيما هو يحمل عليها في داخله، ويحملها جزءاً كبيراً من أسباب معاناته.
بلغة أخرى
الخطاب الذي نصرّ على فرضه بصيغة هي أقرب إلى الأمر، قد يدفعُ الرأيَ العام إلى الرضوخ لذلك، إنما هنا على المؤسسات بمختلف مستوياتها ومسؤولياتها أن تميزَ بين حالتين:
حالة يردد فيها الرأي العام ذلك الخطاب وهو غير مقتنع به، وينتقده دوماً في أحاديثه الخاصة. وللأسف هذا الأكثر شيوعاً وخطراً. والسبب أن المؤسسات لم تحرص على إلحاق ذلك الخطاب بخطوات عملية تؤكد صدقية كلامها.
وحالة يؤمن فيها الرأي العام بخطاب يعيش مضمونه وتفاصيله كل يوم، ولذلك فهو عندما يتحدث عنه يفعل ذلك بحب وشغف.
إذا هل سنبقى نصر على خداع أنفسنا؟
زياد غصن - شام إف إم