كتب زياد غصن: أرحم من الجو الحكومي
يصف مسؤول حكومي جو العمل الحكومي هذه الأيام بأنه أصعب من الظروف التي يعيشها الناس بفعل انتشار فيروس كورونا.
هنا يمكن للمرء أن يضع كمامة مع "شوية" تعقيم ليكون في مأمن من الإصابة بالفيروس. وحتى عندما حدثت العاصفة الغبارية مؤخراً، فإن الأمر لم يكن يتطلب من المرء سوى التزام البقاء في المنزل لبرهة من الوقت حتى تمر العاصفة.
أما في العمل الحكومي، فليس هناك من إمكانية لتفادي هزات البدن، حرق الأعصاب المستمر، ضغط الزمن، النقاش غير المجدي أحياناً، قلة الموارد والصلاحيات، صعوبة إرضاء الناس، والأخطر نظرات الشك من الأعلى والأسفل.
وفي النهاية لا حمداً ولا شكوراً
هذا بالنسبة لمن يعمل بضمير، ويضع نصب عينيه مصلحة الناس، ويحاول الإسهام في إيجاد حلول لبعض المشاكل التي تواجهها البلاد.
أما من يبحث عن السلطة ومزاياها، ومصالح المناصب ومنافعها المشروعة وغير المشروعة، فإن الجو الحالي يبدو مناسباً. فالمطر الذي قد يكون مضراً بسنابل القمح في هذا الوقت من العام، يكون مفيداً للأعشاب والطحالب لتنمو بشكل أكبر.
وللأمانة، فإن هذا الجو هو السائد منذ سنوات طويلة، إنما ازداد صعوبة وسوءاً خلال سنوات الحرب، سواء مع جفاف الموارد المالية للدولة، أو مع وصول بعض فاقدي الخبرة والكفاءة إلى مواقع إدارية مؤثرة في قطاعاتها.
لذلك علينا ألا نستغرب ما يصدر من قرارات، وما يترجم من أفعال، وما يحل بنا من أزمات.
زياد غصن - شام إف إم