كتب زياد غصن: أوجدوا أملاً فقط
سلامات
لم يكن خبراء السياسات السكانية يساورهم القلق حيال هجرة حملة الشهادات الجامعية، فهؤلاء بإمكان النظام التعليمي في سورية تعويض أعدادهم خلال فترة زمنية معينة، فيما لو استقرت الأوضاع السياسية والإقتصادية في البلاد.
لكن ما كان يخيفهم حقاً هو هجرة أصحاب المهن الحرة والخبرات المتراكمة، والذين قد يصعب تعويضهم على المدى القريب، وحتى المتوسط.
اليوم، تبدلت نظرة معظم خبراء الشأن السكاني مع تزايد معدلات الهجرة إلى مستويات قد يعجز عنها أي نظام تعليمي، لاسيما وأن الهجرة امتدت لتشمل إلى جانب حملة الشهادات الجامعية، طلاب الجامعات الذين يفضلون الهجرة على إكمال تحصيلهم العلمي، وهنا جانب آخر من خطورة الظاهرة.
ليست ظاهرة الهجرة بجديدة على المجتمع السوري، فحسب دراسة بحثية فإن هناك ثلاث موجات هجرة شهدتها سوريا منذ بداية القرن العشرين وحتى نهاية العقد الأول من القرن الحالي، وتالياً فقد كان متوقعاً أن تشهد البلاد الموجة الرابعة خلال سنوات الحرب، إنما ليس بهذه الوتيرة، ولا بهذا الحجم.
والحل؟
هل الأمور وصلت إلى مرحلة العجز والإستسلام في مواجهة هذه الظاهرة؟
وجهة نظري أن الفرصة لا تزال مواتية للحد من موجات الهجرة. وعلى خلاف ما يعتقده البعض من محورية العامل المادي في ذلك، فإن هناك ما هو أهم لدى الكثيرين... فقط صناعة بعض الأمل.
زياد غصن - شام إف إم