هذا ما كتبه زياد غصن : المهم قدرة الناس الشرائية!
سلامات
تبدو الحكومةُ سعيدةً بسوق رمضان الخيري، وكأنها نجحتْ في تخفيض أسعار السلع في الأسواق المحلية بأكثر من 50% أو أنها تمكنت من إعادتها إلى ما كانت عليه قبل نحو عامين.
معيارُ النجاح في مثل هذه الفعاليات، ليس في تجميع مجموعة من الشركات الصناعية والتجارية في مكان واحد، وإنما في ضمان تحقيق شرطين أساسيين:
الأول، ويتعلق بتحقيق تخفيضات حقيقيةٍ على أسعار السلع والمنتجات المعروضة، إذ إن اختزال العديد من الحلقات التجارية، يفترضُ أن يحملَ معه تقليصَ تكاليفَ وأرباحٍ عدة. وهذا للأسف لايزال غير متاحٍ، فمعظم التخفيضات رمزية وتكاد تكون مشابهة لتلك المطبقة في الأسواق المعروفة، إلا إذا كانت المقارنة تجري مع محلات الأحياء الراقية أو تلك البعيدة عن العاصمة.
الثاني، ويتمثل في ضمان قدرة وصول مختلف الشرائح الاجتماعية إلى السلع والمنتجات المعروضة واقتنائها. سواء كان ذلك لأسباب اقتصادية أو اجتماعية، وهذا دونه صعوبات عدة. إلا إذا كانت مثل هذه الفعاليات مخصصةً فقط للقادرين اقتصادياً على شراء السلع والمنتجات، وتالياً فهذا يتناقض مع الترويج الحكومي بأن هذه أنشطة هدفها مساعدة أصحاب الدخل المحدود على تأمين احتياجاتهم بأسعار مناسبة ومواجهة ظاهرة الغلاء المستفحلة.
ولذلك، فإن هذه الفعالية لهذا العام ليست سوى نافذة جديدة للشركات لتسوّقَ وتبيعَ من خلالها منتجاتها، أكثر منها نافذة مخصصة لأصحاب الدخل المحدود. لا بل إنها نسخة غير موفقة عن فعالية العام الماضي، حتى لو اعتبرها البعضُ مدحاً لوزارة الأوقاف.
زياد غصن - شام إف إم