من دفتر الوطن.. عبد الفتاح العوض يكتب:
لا أتحدث عن القيمة الاجتماعية و لا قيمتك المعنوية سواء من وجهة نظرك أو من وجهة نظر الآخرين الذين قد يرونك نور حياتهم أو نارها .
اتحدث هنا عن قيمة عملك ....لو كان راتبك 100 الف ليرة سورية ما الذي ينبغي أن يكون لديك مؤهلات و كم تكون أمضيت في الدراسة أولا و من ثم في العمل حتى تحصل على هذا الراتب ؟؟
بالمقابل حتى تحصل على عائد مماثل 100 الف ليرة سورية كم تحتاج على مال فقط دون ان تبذل عملا و هنا لا تهم المؤهلات و لا يهم سنوات الدراسة و العمل .
في سورية عدد من ينال راتب ال100 ألف ليرة قليل جدا في العمل العام و مع ذلك فهو لفئة الجامعيين بالحد الأدنى وتكون أمضيت اكثر من 20 سنة عمل مع حصولك على "كافة الحوافز" .
بينما حتى تحصل على عائد 100 ألف شهريا يكفيك 10 إلى 15 ملايين ليرة سورية فقط و تضعها في بنك و تحصل سنويا على فوائد 10بالمئة .
لا أريد أن أتحدث عن أي عمل آخر مهما كان و اخترت المقارنة مع أبسط و أسهل عائد يتوفر لأي شخص .
لا أقول بسطة و لا بقالية و لا معلم شاورما او معلم صحية .
حتى الآن فإن الذين وضعوا اموالهم في المصارف و حصلوا على هذه الفوائد خسروا كثيرا من قيمة عملتهم بينما الذي حصلوا على القروض فقد نالوا الكثير من المنافع وهذ أحد المفارقات الكبيرة التي لم يتم التصدي لها مصرفيا و بقيت على حالها علما أن كل المصارف السورية لديها الكثير من الأموال المودعة من المواطنين بينما حصل الأثرياء على قروض استفادوا كثيرا من تدني قيمتها .فالاثرياء لا يخسرون !!!
لن أذهب بعيدا عن الفكرة الرئيسة هنا و هي أن 10 ملايين ليرة سورية تجني تقريبا جهد موظف جامعي بعد خدمة عشرين سنة .
عندما تحدث الاقتصاديون عن قيمة العمل قالوا أن سعر السلعة بما يعادلها من عمل و بعدها جرى تعديلات على النظرية لتشمل وسائل الانتاج كلها لانتاج سلعة .
اللغيون يميزون بين القيمة و الثمن و الفاسدون يقولون لكل شخص ثمن ... انت ما تقول ؟؟
قول :
بإمكاني حساب حركة الأجرام السماوية، ولكن لا أستطيع حساب جنون البشر