من دفتر وطن.. عبد الفتاح العوض يكتب: زلزال النفط يقضي على كورونا .. !!!
ما جرى من تهاوي سعر برميل النفط ليس حدثا عابرا لكنه يقدم مؤشرات للقادم من الأيام ..
في الأسباب و ربما سيكون مهما أن نربطه بكورنا حيث أن الطلب على النفط انخفض بشكل كبير تجاوز نسبة 40 بالمئة حسب تقديرات عالمية .انخفاض الطلب أدى إلى انخفاض السعر و لمحاولة تعويض قيمة الايرادات العامة من الدول المنتجة للنفط جعلتها تحاول زيادة الانتاج الذي بدوره زاد من العرض فانخفضت الأسعار مجددا . هنا النقطة الرئيسية الدول المنتجة تتنافس على البيع وفي الوقت الذي انخفض فيه الطلب من كبار مستهلكي النفط و هذا هو السبب الرئيس الذي أدي الى تهاوي السعر . و لعل فشل الاتفاق الروسي السعودي على خفض الانتاج زاد الوضع سوءا لمنتجي النفط حيث لم ينفذ بنزاهة و لو نفذ فلن يكون كافيا و كذلك وجود سوق سوداء لميبعات النفط تقوم به الدول التي تعاني من عقوبات أمريكية مثل فنزويلا و ايران .
و من المهم التذكير بأن الولايات المتحدة التي كانت لوقت قريب مستهلكا رئيسيا للنفط أصبحت الآن اكبر منتج للنفط في العالم و تتفوق على روسيا و السعودية و تنتج حوالي 13 مليون يرميل يوميا مع توقف كثير من آبار النفط لعدم جدوى تشغيلها .
ماذا سيفعل العالم الآن ؟
ليس أمام دول العالم سوى خيارت محدودة ..
اول الخيارات هو معاودة الاتفاق على خفض الانتاج و هو أمر ممكن خاصة أن المتضررين لن يكونوا بخير إن لم يفعلوا ذلك و سيتم ذلك بضغط أمريكي . العودة إلى طاولة المفاوضات سيكون طريقا اجباريا و الاتفاق سيكون الزاميا .
الخيار الثاني هو وقف الاجراءات التي تمت في العالم بسبب كورونا بغاية اعادة النشاط الاقتصادي و هي اللهجة التي بدأنا نسمعها عالميا بأشكال مختلفة .. إذ أن اعادة النشاط الاقتصادي العالمي سوف يزيد من الطلب على النفط و رغم ذلك سنحتاج إلى وقت لاعادة التوازن لأسعار النفط .
الخيار الثالث هو الحرب لكن مثل هكذا خيار لا أحد مستعد له اضافة لا أحد له مصلحة به لاعتبارات كثيرة معظمها اعتبارات سياسية.
الخاسرون من انهيار أسعار النفط أقوى تأثيرا من الرابحين و لهذا فإن البحث عن الخيارات المتاحة سيكون سريعا ..و إلا فنحن أمام الكساد العظيم .
مقولة :
الانهيار الاقتصادي ليس قلة في الاموال بل بكثرة في اللصوص