من دفتر وطن عبد الفتاح العوض يكتب: أوسكار الوزراء
لدي اقتراح…
مؤدى هذا الاقتراح أن يتم اختيار الوزراء والمديرين من خلال ترشيح ذوي الخبرة والزاهدين في المناصب.
والآلية بسيطة، يتم تشكيل لجنة قادة يضم ذوي الخبرة والكفاءة من كل قطاع، وهؤلاء يرشحون من يرونه مناسباً لشغل المنصب سواء كان وزيراً أم معاون وزير أو مديراً عاماً، ويتم اختيار الثلاثة الذين حصلوا على أعلى الترشيحات ومن هؤلاء الثلاثة يتم اختيار واحد منهم.
للتبسيط في الصناعة مثلاً لدينا مجموعة من النخب في القطاع الصناعي يتم تشكيل لجنة قادة منهم، هؤلاء يرشحون من يرونه الأفضل لشغل المنصب المراد تعيينه «من خارج اللجنة» ويتم اختيار واحد من الثلاثة الذين حصلوا على أعلى أصوات الترشيحات.. يجري الأمر على المالية والاقتصاد وغيرهما من القطاعات مع استثناء الخارجية والدفاع والداخلية.
من الواضح أن لدينا تنافساً كبيراً على المناصب، والذين يسعون لذلك غالباً لا يكونون الأفضل، ولديهم ميزات التملق والتزلف وقدرات خاصة بالوصول إلى أصحاب القرار.
في الحالة العامة يقال: إن طالب الولاية لا يولى وفي الحديث «إِنَّا وَالله لَا نولي على هَذَا الْعَمَل أحداً سَأَلَهُ وَلَا أحداً حرص عَلَيْهِ» وأحاديث كثيرة في هذا المعنى… طبعاً مع استثناء قصة سيدنا يوسف الذي طلب الولاية.
لا شك أن هذا الاقتراح ليس سهلاً وستكون أسئلة من نوع: من الأفضل للجنة القادة، ومن الذي يختارهم، وما المعايير لهذا الاختيار؟ لكن الشيء الذي نتفق عليه أن في كل قطاع هناك شخصيات تستطيع أن تكون زاهدة في المناصب، ولديها من الكفاءة ما يؤهلها لاختيار الأفضل باعتبارات صحيحة.
خلال الفترة الماضية جرى اختيارات لشخصيات أقرب ما تكون مجرد موظفين، بينما الحاجة لقادة وليس لمجرد موظفين، وفي هذه الأزمة كنا وما زلنا نحتاج لإمكانات خاصة وفي الظروف الصعبة نحتاج لإدارات تمتلك مؤهلات مميزة وليس لموظفين يتقنون فقط تنفيذ الأوامر على أبعد تقدير، وليس لديهم التفوق على الظروف الصعبة التي نمر فيها.
هذا ناهيك عن المرض المزمن من خلال اختيار أهل الثقة على حساب الكفاءة.
فكرة هذا الاقتراح تقوم على أن أهل مكة أدرى بشعابها، فالصناعيون يستطيعون اختيار الأفضل وليس بطريقة الانتخاب التي لم نتقنها بعد، حيث يجري الانتخاب ليس للأفضل بل لمن يتقن اللعبة أكثر، على حين الترشيحات التي تتم بشكل سري ومن خبراء وأشخاص ليس لهم جوع للمناصب، فإن ذلك يحقق الأفضل.
طبعاً هذا الاقتراح ليس خالياً من العيوب، لكن يعتبر الأقل سوءاً… وبظني لن يكون لهذا الاقتراح نصيب في الوقت الحالي، لكن يمكن أن يتم التعامل معه من باب التجريب، يمكن اختيار قطاع أو قطاعين، والتعامل مع كل قطاع على أنه مشروع رائد نبدأ به ورؤية نتائجه على أرض الواقع.
أقوال:
– أريد رجلاً إذا كان في القوم وليس أميرهم كان كأنه أميرهم وإذا كان أميرهم كان كأنه رجل منهم.
– إذا وليت أمراً أو منصباً فأبعد عنك الأشرار فإن جميع عيوبهم منسوبة إليك.
– اتبع قلبك ولكن خذ عقلك معك.