"ساندي إبراهيم" شابٌ تنكّر بصورة فتاة..وأصبح شاعرة خلال أيام!
اتَّهم شاعر وناقد مصري السورية رند رومي (صفحة فيسبوك) بسرقة نصوص السورية ساندي إبراهيم (صفحة فيسبوك)، وبعد هجوم لاذع شنّه عليه أصدقاء «رند رومي» اضطر لتعديل البوست الذي اتَّهمها فيه بـ«السرقة» ليصبح على النحو التالي: «الصديقة رند رومي على صفحتها بعض النصوص هي موجودة في ديوان الشاعرة ساندي إبراهيم وهو ديوان طبع حديثاً ونشر عنه عدة أخبار.. طبعته دار (أنهار) ـ عمّان، وكتبتُ عنه دراسة قيد النشر بجريدة الشرق الأوسط، تصدر خلال أيام، وعلى كل صاحب قلم شريف أن يدلي بدلوه في هذا الأمر حتى نتحقق جميعا لأيهما هذه النصوص.. من السارق ومن المسروق؟.
أثار هذا البوست صخباً على صفحة «رند رومي»، التي صرخت واستنجدت أن صفحتها تعرضت للسرقة، وأن خواطرها التي تكتبها منذ سنوات ظهرت في ديوان شعري حمل عنوان: «القبلة الأخيرة» عن (دار أنهار 2016 – عمّان)، وهو الديوان الأول للسورية «ساندي إبراهيم».
هبَّ أصدقاء «رند» الافتراضيين لنجدتها، وعلت الأصوات والشتائم وكأن القضية «هوشة عرب»، وبعضهم استنجدوا بأصدقائهم أيضاً عبر الإشارة إليهم بالاسم من صحفيين ومراسلين ميدانيين وحتى محللين سياسيين..
مسؤولة ثقافية!5
شقت السورية ساندي إبراهيم طريقها في عالم الثقافة والأدب قبل أشهر حين انشأت صفحة لنفسها على شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك، وقالت ساندي لـ«قلم رصاص»: «كانت البداية عبر المواقع الإلكترونية لسهولة الولوج إليها، محطتي الأولى كانت في وكالة إلكترونية إخبارية يديرها مراسل قناة سما السورية في بيروت».
تمكنت ساندي عبر حديث التعارف الأول بينها وبين مدير الوكالة من إقناعه بأن يجعلها مسؤولة قسم الثقافة في الوكالة الإلكترونية، وقالت ساندي: « في اليوم التالي من تعارفنا كان اسمي ضمن هيئة التحرير بصفة مسؤولة القسم الثقافي وما زال حتى اللحظة، لم يكن مطلوباً مني أي وثائق للتثبت من شخصيتي، كانت صوري أفضل وثيقة ضمنت وصولي إلى ما أريد، ولم يكلفوني بأي عمل في الوكالة، وأنا كنت أبحث عن صفة اعتبارية أستطيع من خلالها تقديم نفسي للصحفيين في الصحف الورقية، إضافة إلى نشر أول خبر عن صدور ديواني الشعري، وهذا ما حصل».
فرصة عمل
ثم تابعت ساندي نشر خبر ديوانها (غير الموجود أصلاً) في المواقع الإلكترونية عبر أصدقاء صفحتها الذين وصلوا خلال الأيام الثلاثة الأولى من إنشاء الصفحة إلى (5000) صديق أغلبهم صحفيين وكتّاب وإعلاميين من مختلف الدول العربية، وأصبحوا جميعهم يتطوعون لخدمتها دون أن تطلب منهم حتى، وحول ذلك قالت: «كنت أجد كل يوم أكثر من ألف طلب إضافة، ما كنت أتوقع أن يصبح لدي كل هذا العدد خلال هذه الفترة البسيطة، لكن ذلك أسعدني وسهّل علي مهمة الترويج لديواني، ونشر أخباره في مختلف المواقع الإلكترونية، تعهد لي شاب سوري يعمل في مجال الصحافة في بيروت بنشر الخبر في عدة وسائل إعلامية، وبدأ حملته من أجلي، نشر خبر صدور الديوان في «مجلة انتماء» اللبنانية، و«مجلة السائح» اللبنانية وموقع «ثقافات»، كما أني حصلت لديه على عمل في التحرير الصحفي في مجلة انتماء بمقابل 100 دولار للمادة الواحدة، كانت هذه الفرصة مناسبة جداً إلا أن دوري انتهى هنا بعد أن أصبح يصر على اللقاء الشخصي».
تم نشر خبر ديوان «القبلة الأخيرة» في أكثر من عشر مواقع إلكترونية بينها إضافة إلى ما ذكر آنفاً مركز «بيروت لدراسات الشرق الأوسط» ومواقع «البعث ميديا» و«آرام بريس» في دمشق، و«حياتي اليوم» و«جريدة أيامنا» في القاهرة، و«صحيفة المقر» في الأردن، وموقع «بيلست الأخباري» في فلسطين، ومجلتي «بصرياثا» و«ستالايت» في العراق.
المخابرات والمايوه!48
لم تكتفِ ساندي بنشر خبر ديوانها في المواقع الإلكترونية إنما سعت لنشر دراسات عنه في الصحف الورقية، ونشرت الخبر أولاً في صحيفة «العروبة» السورية الرسمية، ثم نشرته في صحيفة «الفرات» السورية الرسمية إضافة إلى دراسة مطولة عن الديوان، وبعد ذلك نشرت الخبر في صحيفة «الثورة» مع بعض نصوصها، كما نشرته في صحيفة «البناء» اللبنانية، ومجلة «ستالايت» العراقية، وهناك دراسة مطولة عن الديوان قيد النشر في صحيفة «الشرق الأوسط»، وحول ذلك قالت ساندي: «بعد نشر الخبر في المواقع الإلكترونية لم يكن صعباً نشره في الصحف الورقية الخاصة والرسمية، المتطوعون كُثر وما كان علي سوى أن أطلب، وهذا ما حصل بالفعل، ونشرت خبر ديواني ودراسات عنه في مختلف الصحف السورية وهناك دراسة عنه قيد النشر حالياً في وكالة سانا السورية، إضافة إلى صحيفة الشرق الأوسط السعودية، لكنهم سألوا عني في الأخيرة إن كنت «سنية» أو «شيعية» وكانوا سيعترضون على النشر إن كنت شيعية حسب ما أبلغني الشاعر والناقد الذي تولى أمر كتابة الدراسة».
كما حصلت “الشاعرة” الشابة على موعد لإجراء مقابلة في إذاعة دمشق فور عودتها من بيروت، وحصلت على أسئلة من أجل اللقاء ومحاور الحديث، إضافة إلى لقاء مُتلفز مع قناة سورية دراما عن طريق رئيس دائرة في القناة، وقد طلب منها حسب قولها: «أتمنى تحذفي صورك بالمايوه على شاطئ البحر لأني أغار عليك، وكمان هيك صور رح تزعج المخابرات وما رح يوافقوا على ظهورك بلقاء تلفزيوني على قناتنا لأن ببساطة هم رح يبحثوا عن اسمك عبر الفيس قبل اللقاء وإذا شافوك ناشرة هيك صور بالمايوه رح يفشل كل شيء اتفقنا عليه».
حفل توقيع!
تقيم ساندي إبراهيم في بلدة صوفر اللبنانية، حسب ما ورد في معلوماتها الشخصية على الفيسبوك، وهي من بلدة جرمانا قرب دمشق، إنما أين هي في الواقع لا أحد يعرف، وقد رفضت الإفصاح عن ذلك، إلا أنها قالت: «اخترت صوفر تحديداً لأكون بعيدة عن دمشق وبيروت، لأن من سيطلبون لقائي كثر، وهذا ما حصل بالفعل، وقد أخبرت كل من تواصل معي من الصحفيين والشعراء وطلب رؤيتي أني في لبنان لإقامة حفل توقيع ديواني الأول، ولن أرجع إلى دمشق قبل أن أقيم حفل توقيع يليق بي».
انهالت عروض المساعدة على الشاعرة الشابة من الشعراء والصحفيين والهواة والسياسيين، كان العرض الأقوى من شاعر ومسرحي سوري وعد الشاعرة الشابة بحفل توقيع دون أي تكاليف في أحد مقاهي بيروت الثقافية، إضافة إلى حفل آخر في دمشق ضمن ملتقى “شعر وخمر”، وحول ذلك قالت ساندي: «لم أكن أتصور أن أحصل على مثل هذه العروض المغرية، حين أخبرت محدثي وهو شاعر سوري أني في بيروت من أجل حفل توقيع ديواني، تحمس للفكرة وأخذ الأمر على عاتقه، ووعدني أنه سينشر خبر صدور ديواني في جريدتي الأخبار والسفير، وأنه سيبيع لي أكثر من 100 نسخة في ملتقى “شعر وخمر” بدمشق إضافة إلى وعود وأحاديث كثيرة لا أحبذ ذكرها».
مزرعة افتراضية
لا يمكن ذكر كل ما دار من أحاديث بين «الشاعرة ساندي»، والشخصيات الثقافية والإعلامية والسياسية، وعن ذلك قالت: «الحكي كتير وما فينا نحكي كل شيء بالصحافة، لكن يكفي أن تكون بنتاً مع مسحة جمال وحلاوة لسان حتى تأخذ كل شيء بدك بالثقافة والإعلام والسياسة والعسكر وكل شيء، بعضهم كانوا يحدثوني حتى أن أسرار غرف نومهم، وأحوالهم مع زوجاتهم، ويشكون لي ما لا يُمكنني البوح به.
أصبح ممكناً الآن الكشف عن حقيقة الشابة «ساندي إبراهيم» التي لم تكن سوى شاب سوري حاول جاهداً أن يصنع لنفسه مكاناً في الوسط الإعلامي والثقافي بعد أن تخرج من كلية الإعلام لكنه لم يُفلح في ذلك، ولم يهتم أحد بموهبته الشعرية أو الصحفية إلا أنه عاد وقصد نفس الجهات الإعلامية وذات الأشخاص المثقفين والشعراء الذين يحيطون أنفسهم بهالة كبيرة وأسقط عنهم ورقة التوت، عاد إليهم باسم «ساندي إبراهيم».
يقول قتيبة الذي هو ذاته ساندي لـ«قلم رصاص»:«لن تحتاج أكثر من صورة أو أثنتين لفتاة جميلة توحي صورها بالتحرر قليلاً حتى تحصل على أكبر عدد من المتابعين والمعجبين، وتضعهم في مزرعتك الافتراضية وتوجههم كما تشاء، وقد كان الأمر أسهل مما توقعت رغم أني تقصدت أن أضم إلى مزرعتي العاملين في قطاع الثقافة والإعلام، وقد نجحت في ذلك».
صمم قتيبة غلافاً لديوانه الشعري الأول عبر برنامج الفوتوشوب واختار اسماً لفتاة وصورة من محرك البحث “غوغل” وبعض صور فتيات بالمايوه دون الوجه، وأضاف قتيبة: «كان الأمر بمنتهى البساطة، فتحت الفوتوشوب وصممت غلاف ديوان وكتبت خبراً حول صدور الديوان عن دار أنهار في عمّان وأضفت عنواناً وهمياً، وأرقام هاتف بلدية العاصمة عمان، وبدأت بتعميم الخبر على الصحفيين والإعلاميين في المواقع والصحف».
ألح بعض الشعراء في طلب الديوان لقراءته وكتابة دراسات عنه، لكن قتيبة ماطل في البداية، وكان يود أن يكتفي بنشر الخبر مع بعض الخواطر التي كان يكتبها ويرسلها للصحف ولا تجد طريقها للنشر، لكنه تحت إلحاحهم أعجبته الفكرة ففتح إحدى صفحات الفيسبوك التي يتابعها معظم هؤلاء الشعراء والصحفيين وأخذ منها خواطر، وجعلها ملف إلكتروني وأرسلها لهم، وحول ذلك أضاف الصحفي الشاب: «أتابع صفحة فيسبوك فيها قصائد باسم مستعار أخذتها وأرسلتها لهم بملف وقلت لهم هذا ديواني، وبالفعل كتبوا عنه دراسات بعضها نُشر وبعضها لا، دفعني لذلك أن معظمهم معجبين بتلك الصفحة ومتابعين لها وهي لفتاة سورية باسم وهمي “رند رومي”، وقصدت من اختياري لها معرفة إن كانوا فعلاً يقرؤون ما تكتبه وسينتبهون للأمر أم أنهم يضعون اللايك ويمضون، الحقيقة إن أغلبهم كانوا ممن يضعون اللايك ويمضون».
وأضاف: «بقي الأمر على حاله إلى أن اكتشف الأمر شاعر وناقد مصري وقد هاجموه رغم أنه الوحيد الذي انتبه للأمر لكن بعد فوات الأوان، وبعد أن أرسل دراسة مطولة عن الديوان للنشر في صحيفة الشرق الأوسط، وما كان ليشك بـ«ساندي» خاصة بعد أن اتفقا على الزواج في رأس السنة، وهو حالياً ينتظر قدومها إلى مصر كي يصنع منها أديبة كبيرة، لذا اتهم «رند رومي» بسرقة قصائدها في بوست على صفحته وكان ما كان».
قلم رصاص