بداية القابضة

رئيس التحرير : عبد الفتاح العوض

رئيس مجلس الإدارة : د. صباح هاشم

من نحن اتصل بنا
أجنحة الشام

نتعايش ولا نعيش!!

الأربعاء 22-02-2017 - نشر 8 سنة - 1450 قراءة

من دفتر الوطن_ عبد الفتاح العوض

 

في هذه الأزمة معظمنا يحاول أن «يتعايش».. ولا يستطيع أن يقول: إنه يعيش..

يتعايش.. مثل يتذاكى.. -على الأقل مجازياً لكيلا نغضب أهل اللغة-. يظن نفسه ذكياً فيتذاكى ونحن نتعايش فنظن أنفسنا أننا نعيش.

التعايش بالسياسة هو مفهوم في العلاقات الدولية.. أول من شرحه خروتشوف وفكرته تقوم على فكرة «تعدد المذاهب الأيديولوجية».

في بلادنا نستخدم تعبير «التعايش» بقبول فكرة «تعدد الأديان والمذاهب والأعراق».

لكن عند الحديث عن التعايش في الأزمة فإننا نتحدث عن «التكيف» أكثر من مفهوم التعايش السياسي أو الاجتماعي التي تعني «القبول».

الإنسان من أكثر المخلوقات قدرة على التأقلم والتكيف، وفي هذه الأزمة الكارثية يبدو واضحاً أن قدرة الإنسان السوري على التكيف عالية المستوى، وهي بالأساس نابعة من خبرة «حضارات» تعاقبت وتداخلت وكل منها أخذ وأعطى للآخر.

لكن هل «التعايش» مع الأزمات والموت والخراب أمر إيجابي..؟

لا حاجة لتأكيد أن التعايش بمعنى «القبول» غير ممكن أبداً، لكن بمعنى التكيف فإن المسألة يمكن أن يكون لها جانب إيجابي عندما تكون القدرة على التأقلم تعني حماية نفسك من الانهيار مع هذه الأزمات.

قدرة الإنسان على التكيف تحدد الكثير من خطوط مستقبله.

وإذا أردنا أن نتحدث عن قدرة السوريين على التكيف فإننا سنجد أنفسنا أمام «السوري العملاق» الذي استطاع أن يبقى متماسكاً إلى حد ما مع كل ما مرّ به من ضغوط صعبة هددت حياته مراراً، وأفسدت حياته على الدوام خلال مراحل هذه الأزمة.

لو وضعت قائمة بالأزمات التي يعانيها السوريون الآن فستجد أنها قائمة طويلة جداً… ويكاد السوري يعيش مع غابة من الأزمات ومع ذلك استطاع أن يتأقلم معها و يتعايش مع تقلباتها وهذه القدرة على التكيف لا تتم مع كل الشعوب، فقط الشعوب ذات الجينات الحضارية هي التي تستطيع ان تحتوي الأيام الصعبة وتصبر عليها وتتغلب في نهاية المطاف على الأزمات التي تهدد وجودها وقدرتها على النظر للمستقبل.

لكن بالوقت ذاته فإن التكيف مع الأزمات والتعايش معها له جوانب سلبية كثيرة، ولعل من أكثرها حضوراً الاعتياد عليها والتراخي في مواجهتها، وهذا ما نراه حالياً، فمعظم الأزمات التي يعيشها المواطن السوري بدأت منذ عدة سنوات ولا نرى في الأفق قدرات على حلها.. صحيح أنها مرتبطة تماماً بالحرب التي تعيشها سورية، لكن بالوقت ذاته فإن التأقلم معها جعل المسؤولين عنها يتراخون في معالجتها، وأصبحت الحرب مشجبا نعلق عليه كل أخطائنا وتقصيرنا.

مشكلة التعايش مع الأزمات تجعلنا لا نفرق بين الأمل والوهم..

أقوال:

مسؤولية التسامح تقع على من لديهم أفق أوسع.

علينا أن نتعلم العيش كإخوة أو الموت كأغبياء.

الذكاء هو القدرة على التكيف مع التغيرات.

لا حدود لقدرة الإنسان على التكيف.


أخبار ذات صلة

كتب د.عدي سلطان

كتب د.عدي سلطان

المواصلات في دمشق وريفها رحلة معاناة لاتنتهي

الاعلامي وضاح عبد ربه يكتب :  كتب رئيس تحرير الوطن الاعلامي وضاح عبد ربه :

الاعلامي وضاح عبد ربه يكتب : كتب رئيس تحرير الوطن الاعلامي وضاح عبد ربه :

اسوأ قرار، غير معلن لكونه غير قانوني وغير دستوري، اتخذ في تاريخ مجلس الشعب تمثل في حجب الإعلام الخاص ومنعه من دخول المجلس، ونقل ما يحدث تحت قبته!