عبد الفتاح العوض يكتب : قانون الرأي بالرأي!! هل يصلح أن نقول الرأي بالرأي مثلما هو قانون العين بالعين؟!
مناسبة هذا السؤال الآراء التي أصبحت «تتكون» في مراكز لمجموعة من الذين يسمون أنفسهم «بالنخب» الفكرية، وتطرح عناوين مثل «خطاب التسامح» والتحفيز على المراجعة النقدية حول «المسلمات الفكرية».. وكثير من الشعارات المبهجة.
أتحدث عن نموذج من هذه المراكز وهو «مركز تكوين».. يضم مجموعة من أصحاب الآراء الشاذة بمعنى الاختلاف لحد الصدام مع الرأي أو الفكر السائد.
من حيث الشكل فإن كثيراً من الأفكار والآراء المهمة كانت شاذة في مراحلها المبكرة ثم سادت فيما بعد.. وأيضاً كثيراً من الأفكار توهجت في زمن ما ثم انطفأت مع أصحابها.
إن وجود آراء مختلفة في أي زمان وأي مكان هو حالة طبيعية، والاختلاف الذي قد يحدث هو
كيف نواجه هذه الأفكار والآراء.؟
لا يمكن وضع جميع الآراء في خانة واحدة.. فإذا كانت هذه الأفكار مرسومة «بالسم» فإن السماح بها هو انتحار اجتماعي وفكري.
ولعل ما جرى فيما يسمى «الربيع العربي» كان في شكله رأياً بدأ بشعارات براقة ثم بدأت ثماره تظهر على مدى سنوات حتى بات قناعة للجميع أن تلك الأفكار مرسومة ومصنوعة «بالسم».
ما يدعم هذه الفكرة أن هذه الآراء والأفكار لمصلحة نشر الرواية الصهيونية وتسويقها بأشكال مختلفة وتحت عناوين جذابة مثل: «التسامح والحوار».
لكن.. وهذه لكن كبيرة أعتقد جازماً أن مواجهة الرأي يجب أن تكون بالرأي.
وهذا التقصير الفكري من الدول والمجتمع الأهلي جعل هذه الافكار تجذب الانتباه إ
؟ ..
الرد بالرأي المضاد .. فكرة مقابل فكرة ...خطأ يقابله الصحيح .. وهكذا ..مركز مقابل مركز ...
وبالحد الأدنى فإننا بحاجة إلى مراكز متخصصة بالرد على «الشبهات» أو لاستخدام تعبير الأفكار المشبوهة.
ثمة مقولة مهمة جداً لسيدنا علي بن أبي طالب يقول فيها: «اضرب بعض الرأي ببعض الرأي يتولد منه الصواب».. ويقول أيضاً: «امخضوا الرأي مخض السقاء ينتج سديد الآراء»..
وهنا نحن بحاجة إلى مجموعة من الشخصيات المقنعة التي لا ترد على الرأي بالصراخ والشتائم وغير ذلك.. بل بالحجة والفكرة والمعلومة وخاصة أن ما يروج له هؤلاء ليس قائماً على أسس صحيحة وإنما هي محاولات للتشكيك والهدم.
وللعلم فقد جرت محاولات كثيرة سابقة لكنها بقيت محاولات فردية كانت من خلال كتب راجت لفترة ثم انتهى الاهتمام بها لكونها لم تقنع.
لهذا فإن إنشاء مثل هذه المراكز يمثل محاولة جديدة لخلق الفوضى القائمة على شعار «إسقاط النظام الفكري» مثلما كانت شعارات ما سمي «الربيع العربي» إسقاط «النظام السياسي».
هؤلاء لا يستطيعون شتم مسؤول إسرائيلي لكنهم يتطاولون على القرآن والسنّة، ولا يستطيعون الآن انتقاد مسؤول سياسي لكنهم الآن يجاهرون بانتقاد الرسول محمد.
أنا شخصياً لست من هواة المنع.. لكنني من مؤيدي الرد.. ومن أصحاب قانون «الرأي بالرأي».
أقوال:
• للرأي أوجه لكن للحقيقة وجهاً واحداً.
• أنت تقول كل الآراء محترمة.. أما أنا فأقول ليس كل الآراء محترمة فاحترم رأيي.
• فأما الزبد فيذهب جفاء.