الاعلامي محمد البيرق يكتب : حضارة من نوع آخر !
لطالما عبّرت الدول عن حضارتها بفنٍ تبدع فيه أو رياضة تنجح فيها أو صناعة متطورة أو بحث علمي تكون السبّاقة فيه .
فاليونان قالوا هذه حضارتنا وأوقدوا شعلتهم إيذاناً ببدء الألعاب الأولمبية في بلادهم .
روما نشرت فنها وتحفها لتحيّر العالم بالموناليزا ولتجعل من كنائسها ومتاحفها حلم كلِّ إنسان .
البعض يرى أن حضارة الدول تقاس بعدد براءات الاختراع ومطابخ أبحاثها العلمية التي تصدِّرها للعالم .
أما نحن فنعبِّر عن حضارتنا بطريقة مختلفة، فلا الفن يبهرنا ولا الرياضة لعبتنا ولا مراكز الأبحاث معقلنا .. إذا قلنا إنّ التاريخ ماضٍ وما فات مات .. وما مات مات.. ولا داعي لأن نبحث في الكتب عن حضار ة وتقدّم الشعوب، فقط القِ نظرة على شاشات التلفزيون وبإمكانك أن تتعرف إلى ما وصلت إليه الدول .
توقّف بعض الوقت وراقِب حركة المرور في شوارعنا من سيارات ومارّة ،ذلك كفيل بأن تظهر حضارتنا وتقدمنا فنقول هذه السرعات الزائدة وعدم الالتزام بالإشارة ولا بأي قانون للسير في العالم ، فنقول هذه السيارة برعاية المسؤول (فلان أو ابن المسؤول علان ).
فن التهور اليوم وقتل أطفال المستقبل حضارتنا وتاريخنا هل هذا معقول .!؟
مخالفات مرورية داخل المدينة وفي العاصمة (اوتوستراد المزة ) والتي يصل بعضها حدَّ الجريمة المتعمَّدة وعن سابق رعونة وفجور ..!
هل يعقل أن تشاهد الناس وهم يقفزون من فوق الأسلاك والأعمدة المنصفة للطرقات رغم ارتفاعها وخطورتها ( شارع الثورة ) ..!؟
محزن عدم تطبيق القانون الذي يمكن أن يطبق على (ناس وناس )..
لايهم القانون .. البشر هم القانون .. أذكر صورة قديمة نالت جائزة عالمية وقتها لسيارة تقف على إشارة مرور برغم المشهد المحزن للشارع المدمر بفعل الحرب .. هو يقف احتراماً لنفسه وإنسانيته وخوفاً على الآخرين.. وليس خوفاً من شرطي أو قانون .
نحن نحزن لأمة لديها من التاريخ والحضارة ما يجعل العالم يرفع قبعته لمجرد ذكر اسمها .. مقابل دول تتباهى بحضارةٍ عمرها لا يتجاوز عمر جدي .. لكن يبدو أننا قد نسينا تاريخنا وحضارتنا ونظرنا إلى ما هو أهم.. كيف نقتل ونسرق بعضنا ..!؟