ملاحظات استاذ جامعي عن جيل الحرب 80% من الطلاب يرغبون بالسفر كتب الدكتور المتميز عصام التكروري :============ أمـا وقـد بـدأ الحـصــاد الـمــرّ ===========

الاثنين الماضي كانت محاضرتي الأولى في القانون الدستوري لطلاب السنة الأولى، أولئك الذين كانوا أطفالا مع بداية الحرب على سوريا، وكعادتي أكرّس المحاضرة الأولى لاستطلاع المستوى العام للطلبة كي أقدّر المسافة التي تفصلنا عن الهاوية، إليكم بعض الوقائع،ولكم أن تقدروها معي :

* من أصل حوالي 100 طالب وطالبة كانوا في المدرج هناك حوالي 80 طالبا يرغب بالسفر بأول فرصة مُتاحة،

*حوالي 30 طالبا يرغب أن يكون قاضيا،

*حوالي 40 طالبا يرغب أن يصبح محاميا،

*حوالي 20 طالبا يرغب أن يكون ضابطا في الشرطة،

*حوالي 30 طالبا يرغب أن يكونوا في السلك الدبلوماسي،

*(.) صفر طالب (نعم صفر) يرغب بأن يكون دكتورا جامعيا لأسباب أعلنوها صراحة واترفع عن سردها ، لكن تستطيعون تخمينها معي إذا عرفتم المعلومات التالية:

*بعض الطلاب يتناولون الطعام والشراب أثناء المحاضرة،

*الغالبية العظمى لا تقف حينما تخاطب الدكتور المحاضر،

*الغالبية العظمى تخاطب المحاضر بكلمة : (أنتَ)

*الذين يودون الخروج يخرجون دون استئذان،

ومع ذلك كانت ثمة بارقة أمل، في نهاية المحاضرة طلب مني حوالي 20 طالبا أن أرشدهم إلى عناوين كتب مناسبة لرفع درجة الثقافة لديهم فلقد ركزت في المحاضرة على الوزن النوعي الذي يتمتع به القاضي والمحامي والدبلوماسي والضابط المثقفين ( وهؤلاء قلة قليلة في مجتمعنا اليوم)،

وأخيرا، أقول آن الآوان لكي نسبر ارتدادت الحرب السورية بشكل علمي ونبدأ في مواجهتها، هذا الأمر يبدأ من الأسرة السورية التي فقد فيها الأب هيبته فطارت هيبة المعلم الغالبية الساحقة من أولي الأمر.