زياد غصن يكتب عن حدث السويداء سدو الذرائع
سلامات
ما حدث أمس في السويداء يدمي القلب، ولا يتمناه أي شخص، فالجميع تعب من الموت، الحرب، الفقر، السفر، الهجرة، الطوابير، ومن كل شيء.
لكن دعونا ننظر إلى ما حدث بموضوعية وعقلانية، وأياً كانت تسميتنا لما حدث... شغب، تخريب، احتجاجات غير سلمية، تحريض خارجي، وما إلى ذلك.
أولاً... علينا ألا نتوقع حياداً خارجياً في كل ما نمر به من أزمات وأوضاع اقتصادية مريرة، فماذا نتوقع من الولايات المتحدة الأمريكية مثلاً أو من بعض الدول العربية.. هل نتوقع شحنات نفط أو وديعة بنكية كبيرة أو تأييداً سياسياً؟
نعم... لنستمر في شتم أعدائنا وفضح خططهم، لكن في الوقت نفسه لنلتفت إلى الداخل، ونقف على الأخطاء والعثرات بكل موضوعية وشفافية وجرأة.
ثانياً...في الموقف من الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي تعيشها البلاد، علينا ألا نتوقع أن تكون ردة فعل الناس واحدة في التعقل، الحكمة، الصبر، والتحمل. وتالياً جميع السيناريوهات يجب أن تكون على الطاولة مع اقتراحات المعالجة والحل.
ثالثاً... من خرج أمس فقتَل وأحرق وخرب، ليس وحده الذي يهدد أمن الدولة وسلامة مؤسساتها، وإنما أيضاً من يتاجر بلقمة الناس، من يسرق ثروات البلاد ومواردها، ومن يجرّب بمعيشتهم، فهؤلاء هم أيضاً يهددون أمن الدولة وسلامة مؤسساتها وثقة الناس فيها.
من مزق أضابير الناس أمس، هو نفسه المسؤول الذي يكذب في التقارير الرسمية والأرقام التي تُرفع عن الوضع الاقتصادي وأحوال الناس.
من أحرق مبنى المحافظة، هو نفسه المسؤول الذي أحرق بكذبه، نفاقه، فساده، وضعف مؤهلاته جزءاً كبيراً من ثقتنا بمؤسسات الدولة وأعمالها.
من قتل الشرطي الشهيد أمس، هو نفسه المسؤول، تاجر الحرب، وغيرهما ممن قتلوا فينا الأمل وجعلونا ننتظر الموت، لأنهم ببساطة أغلقوا في وجوهنا كل أبواب الحياة....
وكما أنه من واجب الدولة ملاحقة من مزق، وأحرق، وقتل أمس، فإن من واجبها أيضاً ملاحقة من كذب، سَرق، نهب، وأفسد باسم الدولة والمواطن..
حمى الله بلدنا وحماكم من كل شر
دمتم بخير