زياد غصن يكتب عن جيل غسان قلاع
في حفل تكريم شهبندر تجار دمشق غسان قلاع، تمنى الدكتور كمال شرف، رئيس مجلس إدارة جمعية العلوم الاقتصادية في كلمته، أن يبقى القليل من جيل غسان قلاع لأن البلاد بحاجتهم.
وهذا كلام حق، فالبلاد بعد سنوات قليلة، ستكون في مواجهة تداعيات خسارة مزدوجة، فهي من جانب ستكون قد خسرت ما تبقى من جيل ذهبي قدّم للبلاد أسماء لامعة في مختلف مجالات الحياة خلال أكثر من سبعة عقود من الزمن. ومن جانب هي لا تزال تخسر يومياَ المزيد من كفاءاتها وخبراتها بفعل الهجرة الخارجية المستمرة منذ العام 2011.
وليس هذا فحسب، فالخسارة الأقسى أنه وسط كل ذلك يجري تصدير شخصيات ورجالات بلا تاريخ مهني، ولا إرث علمي، وهكذا تكون البلاد قد خلت من أبنائها المميزين...
قولوا لي كم أديباً، شاعراً، وروائياً في هذه البلاد يمكن أن يكونوا ورثة لنزار قباني، سعد الله ونوس، محمد الماغوط، حنا مينه، عادل محمود وغيرهم الكثير.
قولوا لي كم تاجراً وصناعياً يمكن أن يشكل عملهم استمراراً لسعيد الحافظ، يحيى الهندي، بدر الدين الشلاح، عثمان العائدي وغيرهم.
لا بل قولوا لي كم وزيراً، مديراً عاماً، مدير شركة تركوا بصمة مهنية وإدارية، كتلك التي تركها نظراؤهم في عقود سابقة..
للأسف هذه البلاد تفرغ تدريجياً من خبراتها وكفاءاتها، ومن بقي فيها إما أنه يعزل نفسه لغياب الأمل، أو يُعزل كرمى لشريحة جديدة صاعدة، لا نعرف كيف ومن أين لها كل هذا الدعم..
عسى أن تحمل الأيام القادمة بعضاً من الأمل لهذه البلاد
زياد غصن - شام إف إم