كتب زياد غصن: صناعة بلا فيول!
منذ أكثر من شهرين، والصناعيون يعانون جراءَ عدم حصولهم على احتياجاتهم من مادتي الفيول والمازوت، الأمر الذي تسبب بتوقفٍ جزئي أو كلي للعديد من المنشآت الصناعية والورش الحرفية على اختلاف أنواعها.
ماذا يعني هذا؟
يعني أن هناك احتمالاً واحداً من اثنين:
الاحتمال الأول، أن أزمة المشتقات النفطية الأخيرة لم تنتهِ، وتالياً ما كان يقال عن وجود معالجة جذرية لوضع المشتقات النفطية لم يكن دقيقاً، إضافة إلى المبالغة الإعلامية في المعلومات التي جرى ترويجها، لا سيما لجهة كميات التوريدات النفطية. وهذا ما أشرنا إليه صراحة آنذاك.
الاحتمال الثاني، أن المشكلةَ ليست في توفر كميات المشتقات النفطية، وإنما في عمليات توزيعها على المنشآت الصناعية، وعليه فإن المسؤولية المباشرة تقع على عاتق اللجان المكلفة بذلك. ولا بد من فتح تحقيق واسع بذلك لمعرفة أين تذهب مخصصاتُ الصناعة.
عندما تتوقف المصانع والمعامل عن الإنتاج، فإن النتيجةَ ستكون حدوثَ تراجعٍ في كميات السلع والبضائع المنتجة محلياً، فقدان أسر كثيرة لمصدر دخلها، ارتفاع في مستويات الأسعار، الاضطرار إلى الاستيراد لتأمين بعض الاحتياجات المحلية، أي مزيد من القطع الأجنبي، وهجرة ما تبقى من صناعيين.
كل هذا يناقضُ ما تصرحُ به الحكومةُ في اجتماعاتها لجهة حرصها على دعم الإنتاج والصناعة، وتوفير مستلزماتها...
ويناقض كذلك سياسات الوزارات الأخرى، التي تقترح وتعمل على مشروعات لا تأخذ بعين الاعتبار ما تعانيه الصناعة الوطنية من صعوبات ومشاكل وصلت حد الثمالة.
زياد غصن - شام إف إم