كتب زياد غصن: خروف صيني
قبل سنوات من الحرب، علّق سلمان عز الدين، وهو صُحفي وكاتب غني عن التعريف، بسخريته الجميلة على ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء، قائلاً: ليس أمامنا، نحن محدودي الدخل، سوى انتظار خروف صيني يُطرح في الأسواق المحلية.
آنذاك، كانت المنتجات الصينية الرخيصة، تمثلُ حلاً معيشياً للعديد من الشرائح الاجتماعية، ليس في سوريا فقط، وإنما في العالم أجمع، وهي لا تزال كذلك مقارنةً بمنتجات دول أخرى.
ما أحوجنا اليوم في هذا اللهيبِ السعري، الذي يجتاح أسواقنا المحلية برعايةٍ حكوميةٍ، إلى فروج صيني، خروفٍ صيني، زيت دوار صيني، سمنة صينية، سكرٍ صيني، برغلٍ صيني، شاي صيني، متةٍ صينية، وما إلى ذلك من منتجات أساسية في حياة أي مواطن.
لكن للأسف، حتى هذه الأمنية لم تعد صالحةً، فأسعار المنتجات الصينية في بلادنا، إما أنها تساوي أو تقل بقليل عن أسعار سلع دول أخرى.
طبعاً المبرر كالعادة هو العقوباتُ الغربية، التكاليفُ الإضافية التي تدفع جراء عمليات النقل وفتح الحسابات المصرفية، وما إلى ذلك. إنما لا أحد يتحدث عن التكاليف غير القانونية وعمليات الاحتكار والاستغلال.
لست في هذه الزاوية في وارد تحليل واقع أسعار المنتجات الصينية في الأسواق المحلية، جودتِها، والمستوردين لها، بل ما أردت قوله إنه حتى المنتجات الرخيصة والمعطوبة، التي كانت بمنزلة منقذٍ للفقراء وأصحاب الدخل المحدود، حُرمنا منها، وأسالوا عن أسعار تلك المنتجات في الدول المجاورة، لتعرفوا أننا لا ندفع ضريبة العقوبات فقط، بل ضريبة اقتصاديات الحرب المستمرة.
زياد غصن - شام إف إم