كتب زياد غصن: بدها تحلاية!
سلامات
هذه واحدة من النفقات الجديدة، التي بات المواطن يضطر لدفعها بعد حصوله على خدمة معينة أو إنجازه لمعاملة ما.
هي ليست رشوة لا سمح الله، فهي تطلب عندما ينتهي المواطن من إجراءات خدمة، يُعتبر الحصول عليها بمنزلة حدثٍ استثنائي...
وهي لا يمكن اعتبارها هديةً لأنها ليست دوماً برضا المواطن، فهو غالباً ما يدفعها لأكثر من شخصٍ بدافع الخجلِ والرغبةِ بالخلاص.
والمثير للسخريةِ أن هذه التحلاية تحضر حتى في أبسط المسائل الخدمية.
والسبب تدني دخل الموظفين في وقت تزداد فيه متطلبات المعيشة غلاء وقسوة، فضلاً عن تعقيدات آليات العمل التي تسمح لموظف بطلب "تحلاية" من مراجع، وتحول ذلك إلى عادة يومية غير مخجلة بنظر ذلك الموظف.
سابقاً كانت التحلاية تحضر عندما يشتري أحدهم سيارة، بيت، يرزق بمولود جديد، يحصل على ترقية أو منصب، ويذهب بمهمة خارجية.
أما اليوم، فالتحلاية أصبحت واجبة عندما يضع أحدهم توقيعاً أو ختماً على معاملة، أو عندم يحصل أحدهم على أسطوانة غاز، أو تصله رسالة البنزين، أو يحصل على دور قريب في طوابير البلد المعروفة، أو يتمكن من تصحيح فاتورة الكهرباء المرتفعة، أو تصله مياه الشرب بانتظام، وما إلى ذلك من لحظات فرح المواطن في هذا الزمن الصعب.
نعم أحلامنا غدت بسيطة جداً، وعندما تتحقق نمد يدينا إلى جيوبنا، ويلي بيطلع من خاطرنا..
زياد غصن - شام إف إم