كتب زياد غصن: خيارات المسؤولين لدينا
سلامات
تدريجياً يتزايد عدد مؤيدي الرأي القائل:
أن يكونَ لدينا مسؤولٌ يعملُ ويستفيدُ في الوقت نفسه، هو أفضلُ من حالةِ مسؤولٍ نزيهٍ، لكنه يخافُ العملَ تجنباً من الوقوع في الخطأ.
هذا الاستنتاجُ ما كان لينتشرَ لولا محدوديةُ الحالاتِ التي تجتمعُ فيها سماتُ النزاهةِ والكفاءةِ والعملِ في مسؤولٍ واحد؛ إذ وفقَ الواقعِ الراهنِ، فإنَّ العديد من المسؤولينَ الذين تلاحقهم شبهات الاستفادة الشخصية، تجدهم الأكثرَ نشاطاً وحضوراً، وهذا على عكس شريحة أخرى يَحترمُ الرأي العام نظافةَ كفها، إنما غيرَ مقتنعٍ بأدائها.
في مواجهة هذا الواقع، نحن أمام مسألتين:
الأولى، وتتعلق بعملية الاختيار التي يشوبُ آلياتَها العديدُ من الملاحظاتِ والتساؤلات. مثلاً، هل إلى هذه الدرجة يبدو صعباً اختيارُ شخصياتٍ تجتمع فيها سماتُ النزاهةِ مع تجربةِ إدارية ناجحةٍ؟ وهل فعلاً من يملك تجربةً إداريةً ناجحة هو عملياً من يمزج بين العملِ والفائدةِ الشخصية؟
أما المسألة الثانيةُ، فهي طرقُ المساعدةِ والدعمِ التي يمكن أن تقدَّم للشخصياتِ النزيهةِ التي وصلتْ إلى مناصبَ إداريةٍ معينةٍ كي تطور من أدائها، فالفاسدُ يعرف كيف يحمي نفسه، أما هؤلاء، فالخوفُ على سمعتهم وتجنبُ الوقوع في الخطأ غير المقصود يستهلك معظمَ وقتِهم وتفكيرهم.
ومع ذلك، فأنا لست مع الرأي القائل: إننا محكومون بواحد من خيارين، إما مسؤولٌ نشيطٌ ومستفيدٌ، أو مسؤولٌ نزيهٌ ومترددٌ. فهناك الكثيرُ من الكوادر التي تجتمعُ فيها كلُّ سماتِ النجاحِ الإداري، وما تحتاجه ليس أكثرَ من فرصة مع بعض الدعم لمشروعها في العمل.
زياد غصن - شام إف إم