كتب زياد غصن: السياسة والاقتصاد...بدمهم
سلامات
بتنا هذه الأيام نسمع بأسماءٍ ما انزل الله بها من سلطان، تُقدَّمُ إلى الرأي العام على أنها خبيرةٌ أو باحثةٌ في الشأن الاقتصادي.
واللافتُ أن معظمَ هذه الأسماءِ ليس لها على شبكة الإنترنت أي دراساتٍ أو أبحاثٍ تخوّلُ أصحابها التعريف عن أنفسهم بالباحثين أو المهتمين بالشأن العام؛ رغم أن مثلَ هذه الألقابِ لها شروطُها ومعاييرُها العلميةِ.
ونتحملُ نحن في وسائل الإعلامِ المختلفةِ، المسؤوليةَ المباشرةَ عن ترويج بعض هذه الأسماء. فهذا صديقٌ طامحٌ لمنصب حكومي، وذاك شخصٌ يستهويه الإعلامُ والشهرةُ، وثالثٌ لديه مصالحٌ مباشرةٌ أو غير مباشرةٍ يريد أن يحققها ويدعمها عبر ظهوره الإعلامي.
هؤلاء هم مقتلُ المعلومةِ، ومنفرو الرأي العام، ومحبطو النقاشات الموضوعية والمنطقية، سواء كانوا من منتقدي الأداء الحكومي أو من المدافعين عنه.
في الحالة الأولى، تكون الفائدةُ لصالحِ المؤسساتِ الحكوميةِ، لا سيما عندما تكون الانتقاداتُ الموجهةُ لها غيرَ موضوعيةٍ ومبالغاً في معلوماتها وأرقامها.
أما في الحالةِ الثانيةِ، فإن الضررَ يكون من نصيبِ المؤسساتِ الحكوميةِ، إذ إن دفاعَ هؤلاء عن الأداء الحكومي يثيرُ سخطَ الرأي العام بدلاً من كسبه لصفِّ الحكومةِ كما يخططون.
والأمثلةُ على ذلك كثيرةٌ.
ربما من يظهرون على شاشات الفضائيات هم الأكثرُ انتقاداً، لكن المتابعَ لبعضِ الأسماءِ التي يردُ ذكرُها في الموادِّ الصحفيةِ المنشورةِ في المواقعِ الإلكترونية، يطرحُ ألفَ سؤالٍ وسؤال عن مؤهلات هؤلاء وخبراتهم الحقيقية، والقيمة المضافة التي يقدمونها في تصريحاتهم.
بصراحة، يكفي ما لدينا من مسؤولين يخرجون علينا بين الفترةِ والأخرى بتصريحٍ أغربِ من الآخر.
زياد غصن - شام إف إم