كتب زياد غصن: الخبرة لدينا.. بـ"الكيلو"!
سلامات
كثيراً ما يشار إلى معايير الخبرة في عملية اختيار شاغلي المناصب، لاسيما الحكومية منها، لدرجة أن هذه المعايير، بات تطلق على أي شخص يُعجب البعض، أو يراد تبرير استلامه لهذه المهمة أو ذاك المنصب.
فهناك من يعتبر أن خدمة الموظف الطويلة في القطاع العام تجعل منه صاحب خبرة طويلة، وهناك من يرى أن تدرج الشخص في تسلم المناصب الإدارية سببٌ كاف لتحقيق هذا المعيار.
عملياً هذا غير صحيح.
فالكثير من الموظفين على اختلاف فئاتهم ومستوياتهم الوظيفية يتقاعدون بلا أدنى خبرة، لا إن بل البعض يتقاعد بلا "لمعة" حقيقية في حياته الوظيفية..!
والكثير ممن يتسلمون مهام ومناصب إداريةً، خدمتهم فقط آليات الترشيح والتعيين غير العلمية، القائمةٌ في جانب منها على المحسوبيات والعلاقات الشخصبة.
وإلا لماذا يفشل من تقاس خبرته بعدد السنوات، ولماذ يخفق في منصب جديد من كان يتغنى بتدرجه المهني؟
الخبرة تقاس بمعايير أخرى مختلفة..
فصاحبُ الخبرة الحقيقية هو صاحب الإنجازات الفعلية، مبدع الأفكار الجديدة، رفيق النجاحات المهنية، ومالك الاطلاع الواسع... وغير ذلك.
وللأسف نحن في هذا البلد لا نعرف أو نتعرف على هؤلاء إلا في حالتين...
الأولى عندما تتناقل وسائل الإعلام العالمية أخبارهم ونشاطاتهم وأبحاثهم، والثانية عندما يموتون وتنشر سيرهم الذاتية فنقرأ العجب العجاب..
وما دمنا لا نعرف كيف نميز أصحاب الخبرة الحقيقية عن تلك المزيفة، فإننا سنظل نعيش في دوامة الفشل والتجريب..
زياد غصن - شام إف إم