كتب زياد غصن: الجامعات تنأى بنفسها!
سلامات
يؤخذ على الجامعات السورية أنها نأتْ بنفسها عن الأزمات التي تعاني منها البلاد. لا بل إنها لم تفكر بصوت مرتفع في المستقبل.
وباستثناء بعض الفعاليات المحدودة، والتي غالباً ما كانت عبارةً عن مبادرات فردية أكثر من كونها أنشطة مؤسساتية، فإن الجامعات فضلت مراقبة ما يحدث من بعيد، ولولا حضور بعض الأساتذة على وسائل الإعلام المحلية والخارجية، لما كان هناك أي ذكر للجامعات وكلياتها.
فمثلاً، كان يُنتظر أن تتحول كليات الاقتصاد في الجامعات الحكومية والخاصة إلى منابر وبرلمانات حوارية، تتناول بالتحليل العميق واقع الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد، والسياسات الاقتصادية المقترح تنفيذها لتجاوز هذه المرحلة.
وهذا ينطبق كذلك على مختلف الكليات الجامعية الأخرى وفقاً لاختصاصها وأهميتها.
أكثر من ذلك، فإن هذه الجامعات التي سبقت نظيراتها في المنطقة بعقود من الزمن، ليس فيها اليوم مركز دراسات واحد نشيط وفعال، كما هو قائم في بعض الجامعات العربية.
يبدو أن الوضع الذي آلت إليه الجامعات الحكومية والخاصة، تقاطع مع رغبة حكومية بإبقاء الجامعات بعيدة عن التدخل المعرفي في قراءة متغيرات الشأن العام واستشراف القادم من الأيام.
لكن، وكي نكون موضوعيين، علينا الإشارة إلى بعض المشروعات والحلقات البحثية الهامة لطلاب كليات معينة. وهي مشروعات تهتم بدراسة إفرازات مرحلة الحرب وبحث تداعياتها المستقبلية، ومنها ما يقدم حلولاً. إنما في النهاية جميعها تذهب إلى الأرشيف.
قبل عدة أشهر، أرسل إلي صديق رسالةً تخرجٍ جامعية حملت عنواناً اقتصادياً هاماً. اللافت في مقدمة تلك الرسالة ملاحظة فحواها أن الكلية غير مسؤولة عن صحة أو دقة الأرقام والبيانات الواردة في تلك الرسالة.
نعم إلى هذه الدرجة وصل العمل الأكاديمي.
زياد غصن - شام إف إم