كتب زياد غصن: بين الراقصة والاقتصادي
سلامات
مؤخراً دعت جمعية العلوم الاقتصادية المهتمين إلى حضور حلقة نقاشية حول الاقتصاد السياسي للأزمة السورية، للاقتصادي المعروف الدكتور منير الحمش.
للوهلة الأولى اعتقدتُ أن عنوان الحلقة واسم المحاضر سيكونان كافيين لتحفيز كثير من الاقتصاديين للحضور، وخوض غمار نقاش حقيقي تحتاجه البلاد في هذه المرحلة لتتلمس طريق الخلاص من أزماتها المتعددة.
إلا أن ما حدث كان صادماً إلى أبعد حد.
فالحضور اقتصر على عشرة أشخاص فقط لا غير، من بينهم ثلاثة صحفيين، وطالبتا دراسات عليا!
هذا هو الفقر الحقيقي الذي يتهدد مستقبل البلاد، أن يحضر عشرة أشخاص لسماع مفكر اقتصادي مرموق، وألفين أو ثلاثة آلاف شخص لسماع مطرب أو التمايل مع هزة خصر راقصة.
ربما هذا الحال منذ سنوات، وفي دول أخرى عديدة. لكن جمعية العلوم الاقتصادية رسخت عبر العقود السابقة للحرب معادلة جديدة، فقاعة المركز الثقافي العربي في المزة كانت تزدحم بالحضور مع كل محاضرة، لدرجة إشغال الممرات الداخلية والخارجية.
لنقترب من جوهر المسألة أكثر، ونسأل عن سبب غياب الاقتصاديين من أساتذة جامعات، مسؤولين، إدارات، ورجال أعمال، عن هكذا حلقة هامة وغيرها من الفعاليات العلمية.
أخشى ما أخشاه أن كل هؤلاء فقدوا الأمل بجدوى النقاش والإصلاح.
فما فائدة الحكي، ما دام هناك في المؤسسات الحكومية من يصم أذنيه عن سماع الآخرين، ويصر على تنفيذ سياسات اقتصادية لم تسفر سوى عن مزيد من الأزمات والكوارث.
زياد غصن - شام إف إم