زياد غصن يكتب عن : هجرة النساء!
سلامات
في هذه الأزمة، لم يعد هناك ما هو مستغربٌ. فكل شيء بات حدوثه ممكناً، سواء على الصعيد الشخصي أو المجتمعي.
آخرُ ما حرر في هذا الشأنِ، أن عدد النساء اللواتي يسافرن إلى دول عربية أو أجنبية بحثاً عن مستقبل أفضل أو تأميناً للقمة معيشة أسرهن، آخذٌ في الازدياد.
وما يسترعي الانتباهَ في الظاهرة الحديثة، والتي تحتاج إلى تدقيق أكثر، أن العديد من هؤلاء النساء متزوجاتٌ، اضطررن للابتعاد عن أطفالهن وأزواجهن.
وهذا عادة ما كان ليحدث في مجتمع النساء، لولا الشديد القوي، على حد تعبير إخوتنا المصريين.
الشديد القوي هنا هو الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتدهورة منذ حوالي عامين ونيف، والتي تمكنتْ بقسوتها وظلمها من تغيير قناعات اجتماعية عديدة، استبدال عادات اقتصادية بأخرى، وتعميق حالة الخلل الاجتماعي.
مع هذه الظاهرة، سيكون المجتمع أمام تحديات مختلفة، إذ من المتوقع أن تكثر الخلافاتُ الزوجيةُ وحالاتُ الطلاق، سيتراجع دور الأسرة في تنشئة أطفالها في ظل تشتت مسؤولية الوالدين، ومزيداً من النظرة المجتمعية السلبية لدور المرأة، فضلاً عن إمكانية تعرض النساء لعمليات نصب واحتيال.
وما دامت الأوضاع الإقتصادية المحلية على حالها، وليس هناك ما يؤشر إلى إمكانية حدوث انفراجات حقيقية، فإن جل ما يمكن للمؤسسات الحكومية والأهلية أن تفعله، هو المساهمة في نشر الوعي، بغيةَ مساعدة النساء على تجنب التعرض لعمليات نصب واحتيال. واختيار بيئة عمل سليمة.
ربما وحده نزار قباني من كان سيوصف لنا حال زمن تسافر فيه النساء بحثاً عن عمل.
زياد غصن - شام إف إم