نهلة عيسى: مرسوم العفو رافقته تغطية اعلامية باهتة
كتبت الدكتورة نهلة عيسى الاستاذة في كلية الاعلام :
تغيبت عن الفيسبوك لعشرة أيام وأكثر ربما، بسبب حساسية شديدة في عيوني جراء التراب في الجو، وعدت لأجد أكثر من عشرين رسالة تهديد وشتائم وصور جنسية في بريدي بزعم أنني بررت "مذبحة التضامن!؟" رغم أن ذلك ليس صحيحآ، ولكنها المعزوفة التي اعتدت عليها على مدار (11 سنة) من حرب، أثبتت أنه لكي تكون ثأئرآ يجب أن تكون سافلآ!!.
لكن ليس هذا هو المهم، المهم والغريب هو عدم صدور ولو خبر في سطرين عن وزارة العدل السورية، يقال فيهما: أن الوزارة اعتبرت مقال الغارديان بمثابة تبليغ، وقد شكلت لجنة تحقيق لتقصي الحقائق فيما يتعلق بالواقعة المنشورة، وكان ذلك سينهي القال والقيل وسيشد انتباه حتى وسائل الإعلام العالمية إلى بيان وزارة العدل السورية ويقلل الاحتقان حول قضية فيها الكثير مما يجب تفينده ونفيه أو توكيده، والمحاسبة عليه لأننا دولة.
أما المهم جدآ الذي كالعادة!! بسبب سوء التنفيذ، تحول من حدث يجب أن يحسب للدولة إلى حدث يحسب عليها، فهو مرسوم العفو الجريء والشجاع الذي صدر منذ عشرة أيام، والذي رافقته تغطية إعلامية باهتة، لأنه كما أظن، لم يتحمل أحد ممن يجب عليهم ذلك، مسؤولية اتخاذ قرار ضرورة شرحه وتفسيره وتوضيح أهميته كجزء من بداية التعافي الوطني، شئنا ذلك أم أبينا، لأن الدول والأمم لا تبنى على الكراهية، ولكن سوء التحضير، قاد إلى المحظور حيث لا أحد راضي، لا من فقدوا أحبتهم ولا يملكون ترف انتظار عودتهم ولو بعد بعد، ولا من أفرج عنهم!؟ ولا عزاء لوطن لا أحد يخبر فيه أحد ما يجري، ولماذا!؟ وزعلي طول أنا وياك على رأي فيروز.