زياد غصن يقول: حتى في حالات الخطأ!
سلامات
الإنسان ليس معصوماً عن الخطأ.
عبارةٌ تجعل من الخطأ حدثاً طبيعياً في حياة البشر على اختلاف مستوياتهم. لكن ليست كل الأخطاء متشابهة، وليست كل الأخطاء مبررةً، وليست كل الأخطاء بريئةً، وليست كل الأخطاء تتطلب محاسبةً.
فإذا كان بعضُ الأخطاء يقع نتيجة العمل، انطلاقاً من القول المأثور من لا يعمل لا يخطئ، فإن هناك أخطاء أخرى تحدث نتيجة عدم التخطيط السليم، التسرع بإصدار الأحكام، والاعتماد على بيانات ومعلومات غير مكتملة.
وإذا كانت هناك أخطاء تصدر عن أشخاص عاديين، وتالياً تأثيراتها محصورة ضمن نطاق اجتماعي معين، فإن هناك أخطاء تصدر عن أشخاص غير عاديين، وتأثيرها يطال أجزاء ومكونات مجتمعية أكبر وأوسع.
لكن ما اللافت في كل ذلك؟
اللافت لدينا أن مقاربة المؤسسات للأخطاء، لا تستند على معايير موضوعية وعلمية، تجعل من الرجوع عن الخطأ فضيلة، ومن منع استثماره لغايات ومصالح شخصية أولوية.
فمثلاً في الوقت الذي يحاسب فيه موظف، قضى عمره في خدمة القطاع العام، على خطأ إداري أو مالي ارتكبه عن غير قصد، فإنه يُكتفى بإعفاء مسؤول من منصبه رغم إحداثه ضرراً يحتاج إلى سنوات من التصويب والتصحيح.
وفي الوقت الذي تقوم فيه الدنيا ولا تعقد جراء خطأ ارتكبه مسؤول يعمل بشرف وإخلاص على مدار الساعة، يكافأ آخر كان شعاره على الدوام: لا تعمل كي لا تخطئ.
باختصار حتى في حالات الخطأ... لا نعرف متى نغفر.. ومتى يجب أن نحاسب.
| زياد غصن - شام إف إم