كتب زياد غصن عن دروس من الزورق اللبناني
سلامات
على مدار السنوات السابقة، فقدتِ البلادُ أعداداً ليست بالقليلة من مواطنيها على دروب الهجرة، إما غرقاً في البحر المتوسط، أو تجمداً من البرد على حدود دول كانت تتاجر سياسياً واقتصادياً بهذه المأساة.
قصصٌ مأساوية لم تُثر حميّةَ أيٍّ من المؤسسات الحكومية المعنية لتتبع تفاصيل ظاهرة الهجرة، جمعَ معلومات عن الشبكات المتورطة محلياً وخارجياً، وقراءةَ منعكسات ذلك على مستقبل رأس المال البشري في البلاد.
أو على الأقل لتوضحَ هذه المؤسسات للرأي العام ما يشاع... هل فعلاً أصبح الصومال مقصداً للكفاءات السورية؟ وما مصيرُ الأطفال السوريين الذين فقدوا أسرهم على طريق الهجرة؟ وما حقيقةُ وصولِ أسر سورية مهاجرة إلى مناطق وجزر غير مأهولة؟
حتى إعلامياً، لم تحصل ظاهرة الهجرة واللجوء على ما تستحق من اهتمام إعلامي مهني في سوريا. وكأن الظاهرة لا تعنينا، أو أنه لا خسائر اقتصادية واجتماعية تترتب على تلك "الكارثة".
لاحظوا ماذا فعل غرق زورق في الساحل اللبناني؟
لم يُترك تفصيل واحد في الحادثة، إلا وجرى نقاشه في الإعلام اللبناني. بدءاً من الأسباب التي تدفع اللبنانيين إلى الهجرة مروراً بشبكات التهريب والخطوط التي تسلكها، وصولاً إلى البحث في مسؤولية غرق الزورق.
كثيرون سيقولون إن الأمر في لبنان، ليس أكثر من تصفية حسابات سياسية داخلية تنعكس معاركها في وسائل الإعلام، وأنا أقول لهم: وما الذي يمنعُ أن نصفي حساباتنا السياسية مع الغرب عبر ملف الهجرة واللجوء؟
زياد غصن - شام إف إم