الدكتور أمجد بدران …اطلب من الفقر ما تشاء و لكن أطعمه الصمت ليس حكمة بل نفاذ كرامة …
كتب الدكتور أمجد بدران من ملاحظات سريعة من مروره وسط مائدة افطار مجانية :
البارحة تصادف مروري أمام جامع العجان في ساحة الشيخ ضاهر في اللاذقية قبل السادسة مساء!!...
طاولات طويلة جدا ممدودة على أكثر من نسق وأعداد كبيرة من الفقراء من كل الأعمار رغم أن الفقر "يساوي الأعمار" شي قاعد وشي صافف بالدور...
منظر مهين لي كدكتور في بلد زراعي لأني لم أطعمهم!!...
لم أغير طريقي الذي كان يقتضي المرور بين الطاولات لأصل سيارتي في نزلة جامع العجان
رائحة الفقر كانت مقرفة... ربما لم يتحمم من أسابيع وربما أشهر...
الشيء الذي لفتني هو:
الصمت...
الصمت يلازم الفقر... لكنه ليس حكمة بل:
نفاد كرامة...!!!
الفقر "ونحن سببه" لايهمه إن صوره صحفي أم لا... لا يهمه أي إهانة... هو يسكن كتل لحمية مختلفة الأوزان...
اطلب من الفقر ماتشاء لكن أطعمه في النهاية...
يهمهم:
صحن الطعام فقط
ساعتين قبل الطعام ينتظرون الصحن...!!
بئس الانتظار... انتظار صحن الطعام........... العلني...!!
حين يكون صحن الطعام هو ماتنتظره في حياتك فقط فلا داعي لها....
منذ اسبوع كنت في روتانا افاميا معزوم على افطار وحين كنت في الحمام انتظرني أحد العمال حتى انهي غسيل يدي وهو يحمل المحرمة وعندما أردت رمي المحرمة قام برفع سلة الزبالة إلى بعد عشرة سم من يدي بل وفتح غطاءها بيده الثانية...
نظرت له وقلت:
ليش هيك.... ليش كل هاد؟!!!!! ليش لهالدرجة؟؟!! لن أعطيك شيء...
الزلمي كان بدو ألف ليرة بخشيش لكن صراحة: هذه ليست خدمة محترمة ولاعلاقة لها بنجوم المطعم...
لا يمكن للذل أن يقترن بالنجوم...!!
لايجب أن يضطر الفقراء في بلد زراعي لكل هذا...