زياد غصن يقول : الفضل... للفلاح فقط!
سلامات
ليس للحكومةِ ومؤسساتها المعنية أي فضلٍ في الانخفاض الحاصل منذ يومين تقريباً على أسعار بعض الخضار، فالفضلُ الوحيدُ في ذلك يعود إلى الفلاّح. وتالياً، فإنني أتمنى ألا تتورطَ الحكومةُ وتنسبَ لنفسها ما يخالفُ المنطقَ كما حدث سابقاً.
إذ إن الانخفاضَ الذي حصل على أسعار بعض الخضار مقارنةً بما كانت عليه خلال الأسابيع القليلة الماضية، هو عبارةٌ عن متغير ظرفي سببهُ الإنتاج المحلي، وليس نتيجة لسياسات وإجراءات حكومية مباشرةٍ أو غير مباشرة.
كما أنه لا يمكن التعامل مع ما حدث على أنه تطورٌ نوعي، فهذا يمكن أن يتم في حالة واحدة، هي مقارنة أسعار الخضار حالياً بالفترة الزمنية ذاتها في العام الماضي، وعندئذ يمكن القول: إن ما تعلنه الحكومةُ دوماً عن حرصها على تشجيع الإنتاج، وضبطِ أسعار السلع، قد أتت أكلها في انخفاض الأسعار في الأسواق المحلية.
عملياً فإن ما تشهده الأسواق المحلية هو مختلف تماماً، فالأسعار حالياً تزيد بنسب مختلفة بين سلعة وأخرى عن العام الماضي، وهذا يؤكد فشلَ كل الوعود وعدم مصداقية الحديث الحكومي، والسبب بسيط وهو أن الرؤية الحكومية في مسعاها لضبط الأسعار، تعتمد على الإجراءات الإدارية والعقابية وليس على الإجراءات الاقتصادية.
ماذا يعني ذلك؟
يعني أن هنالك حاجةً إلى تخفيض كلف الإنتاج، وهذه عملية ليست سهلةً أو محدودة، بالنظر إلى ما تتطلبه من جهود على عدة مستويات: تقليص الإجراءات البيروقراطية، محاصرة النفقات غير المنظورة وغير الشرعية، الحد من عمليات الفساد والابتزاز... وفي آخر الحلقات يأتي دور الرقابة على الأسواق...
لكن، وللهروب من كل ذلك، تبدأ المؤسساتُ لدينا بالحلقة الأخيرة، وتحمّلُ المواطن كل المسؤولية، فهو الذي لا يشتكي!
زياد عصن - شام إف إم