عبد الفتاح العوض يكتب: الرأي الرخيص،
صاحبة الجلالة
إن كنت لا تقيس الرأي العام فأنت لا تحترمه…
تحت هذه العبارة يمكن التوصل بغير عناء إلى الموقف العام من الرأي العام.. لا أحد يقيسه ولا أحد يهتم بأن يعرفه بطريقة علمية.
ما يعرفه المسؤولون عن الرأي العام هو رأي الشلة المحيطة بهم… وغالباً هذه الشلة تعرف ما يريد المسؤول سماعه فتعزف له المقطوعات التي تطربه. وهو يرقص عليها بقراراته.
لو أراد أحد أن يعرف الرأي العام بأداء مؤسسة لا تخصه فإنه يتابع الدسائس والتقارير الدسمة بالسم وخاصة عندما يكون العامل الشخصي حاضراً وراء التقييم وقياس الرضا عن أداء هذه المؤسسة أو تلك.
قسم منا سيقول لم يعد مهما أن تقيس الرأي العام فها هو متوفر على «الفيس بوك» وهذه الصفحات ملأى بالآراء العامة والخاصة. لكن في هذا الجانب لدينا عدة نقاط لعل أولاها أن شيئاً يمنع الناس من التعبير عن رأيهم بصراحة في موضوعات تحمل طابعاً خاصاً.
في علوم الاتصال وبالتحديد وهم يتحدثون عن الرأي العام يسمون ذلك نظرية دوامة الصمت وملخصها أن الأشخاص لديهم تخوف من إبداء رأيهم إن كان لا يتماشى مع الرأي السائد لهذا يلوذون بالصمت.
بينما قسم آخر يسير مع القافلة وإن كان يرغب فعلاً لو سار في اتجاه آخر..
لكن أسوأ شيء في قياس الرأي العام من الفيس بوك هي اللغة غير الموضوعية والشتائم والقسوة على الناس وهناك أشخاص يشتمون كل شيء وكل أحد مهما كان رأيه… أسمي مثل هذا النوع من الرأي العام بالرأي الرخيص.
لهذا من المهم أن يكون لدينا جامعات ومعاهد ومراكز تقوم بقياس الرأي العام بأسس علمية.
الآن لدينا مديرون لا ينالون رضا موظفيهم ووزراء أثبتوا فشلهم.. ربما يتم التعامل معهم على اعتبار أنهم قد يتعرضون لحملة تشويه.
لكن من خلال آلية علمية لقياس الرأي العام يمكن الحصول على توجهات الناس بالقضايا الكبرى والصغرى.
صحيح أن الرأي العام بمعنى الأكثرية ليسوا بالضرورة أن يكونوا على صواب… فأكثر الناس لا يعملون و… لا يعقلون.. لا يشكرون. لكن معرفة التوجهات العامة للرأي العام تساعد على اختيار الطرق لمخاطبته وإقناعه والاستفادة منه.
المسألة ليست ترفاً الآن.. وقد نكون تأخرنا فيها كثيراً أيضاً.. لكننا في الوقت الحالي بحاجتها أكثر.. دعونا نعرف أنفسنا أكثر وأعمق.
معظم الخبراء في سورية لا تتم الاستفادة منهم وكنت قد اقترحت سابقاً أن يتم التعامل مع الفرق الاستشارية في كل قطاع مجاناً وان يكون هناك اهتمام خاص بسماع هذه الآراء المعتمدة على العلم والخبرة وليس جعل مهمة المستشار خدمة يقدمها الوزير لصديقه… على الأقل نحصل على قدر ما من الرأي العام الخبير تحت مقولة فكرية وفقهية «ما لا يدرك كله لا يترك جله».
أقوال:
– الرأي العام أكبر كذبة بالتاريخ.
– نحن نعيش في مجتمع مهووس بالرأي العام. لكن القيادة لم تكن أبداً تتعلق بالشعبية.
– الديمقراطية مجرد حشو للكتب المدرسية! هل تعتقد فعلاً أن الرأي العام يؤثر على الحكومة.
من دفتر وطن