كتب زياد غصن :تصريحات.. ليست زلة لسان!

سلامات

من الخطأ التعاملُ مع بعض التصريحات الصادرة مؤخراً على أنها مجرد زلة لسان، أو فشلُ هذا المسؤول أو ذاك في التعبير عن فكرة معينة. فهذه التصريحات هي، بلا مبالغة، جزء من ثقافةٍ ما يجري تداولها في الاجتماعات الحكومية.

فمثلاً، التصريحُ المتعلقُ بسيارة المواطن صاحب الدخل المحدود، ما كان ليخرجَ من فم مسؤول، لولا أن الحكومة هي التي أشاعت مثل هذا الرأي عندما قررت رفع الدعم عن كل أسرة يمتلك فرد فيها سيارة بسعة محرك وتاريخ صناعة معينين، وهذا بغض النظر تماماً عن دخل هذه الأسرة ووضعها المعيشي.

أكثر من ذلك.. هذا التصريحُ ليس سوى نتاج لما جرى طرحه من أفكار وآراء "عشوائية" خلال اجتماعات لجنة الدعم، والتي ناقشت مثلاً ذات مرة مقترحاً يقضي بحرمان الموظفين الذين اشتروا سيارات في العام 2012 وما بعد من الدعم الحكومي. وليس هذا فحسب، بل إن صاحبَ المقترحِ طالب بإحالة هؤلاء الموظفين إلى التحقيق لمعرفة مصدر الأموال التي دُفعت ثمناً لتلك السيارات.

بمثل هذا النمط من التفكير، ماذا تتوقعون من المسؤولين الأقل درجة؟ هل تتوقعون أن يغرّد أحدهم خارج سرب التفكير الحكومي؟

أما بالنسبة لتصريح البندورة وعلاقتها بالمواطن، فإنني سأكتفي برواية الحادثة التالية:

في العام 2007 على ما أعتقد، دعا رئيسُ الحكومة آنذاك إلى اجتماع لمناقشة ظاهرة ارتفاع الأسعار، وكان من بين الطروحات التي نوقشت وقفُ تصدير السلع والمنتجات التي ترتفع أسعارها في الأسواق المحلية.

أحد وزراء الفريق الاقتصادي اعترض على المقترح، مبرراً ذلك أنه قد يتسبب بخسارة سوريا لأسواقها الخارجية. هنا تدخل رئيس الحكومة آنذاك ناجي عطري، وقال حرفياً: المواطن السوري أولى بمنتجات وخيرات بلده.

زياد غصن - شام إف إم