كتب زياد غصن: حكومة محظوظة!
سلامات
قلتها سابقاً وأقولها اليوم: هذه الحكومة محظوظة.
فما أن يخف بريق حجة تعلق عليها هذه الحكومة أخطاء سياساتها وضعف أدائها، حتى يسوق القدر لها حجة أخرى.
حتى الأمس كانت هناك حجة فيروس كوفيد 19، قانون "قيصر"، الجفاف، واليوم جاءت الأزمة الأوكرانية وارتفاع الأسعار العالمية ليضيفا إلى قاموس المبررات الحكومية عبارات جديدة.
لا يمكن لأحد أن ينكر وجود تبعات سلبية لكل تلك الأزمات على الأوضاع الاقتصادية المحلية، وهذا هو حال اقتصاديات جميع الدول فيما يتعلق بالأزمات ذات الصبغة العالمية، إنما لدينا يصبح الأمر مبالغاً فيه، وبطريقة فجة.
فمثلاً منذ الساعات الأولى لبدء العملية العسكرية الروسية قبل شهر ونصف، اختفت مادة الزيت النباتي من الأسواق المحلية، وارتفعت أسعار جميع المواد بنسب تفوق النسبة التي سجلها مؤشر برنامج الغذاء العالمي، وحجة الحكومة في كل ذلك تتمثل في تداعيات الأزمة الأوكرانية على أسعار الشحن والتأمين والنفط وغير ذلك.
ولو عدنا إلى قائمة المستوردات السورية من أوكرانيا للعام الماضي، لوجدنا أن مستوردات زيت عباد الشمس الخام وبذور فول الصويا لا تشكل كمواد أساسية سوى ما نسبته 12.7% من إجمالي تقديرات احتياجات الأسواق المحلية من زيت دوار الشمس وفق خطة الطلب المرفوعة من قبل وزارة التجارة الداخلية.
فهل هذه النسبة مؤثرة إلى درجة فقدان المادة من الأسواق المحلية، ومن ثم ارتفاع أسعارها بنسبة لا تقل عن 65%؟
ما يثير السخرية حقاً أن الاقتصاد الذي لا يتأثر إلا قليلاً بتغييرات سعر الفائدة محلياً، والذي تفرض كل منطقة جغرافية فيه أسعارها الخاصة... هذا الاقتصاد هو نفسه الذي يتماهى لحظة بلحظة مع تطورات بورصة أسعار السلع عالمياً...
زياد غصن - شام إف إم