كتب زياد غصن: الذكرى تنفع...الحكومة!

لأن الذكرى تنفع في مثل هذه الأوقات العصيبة، نود أن نذكّر الحكومةَ أنها شكلت سابقاً لجنة عليا لإصلاح القطاع العام، لكن هذه اللجنة لم تعد تجتمع منذ عدة أشهر، رغم أن اجتماعاتها السابقة لم تُحدِث ذلك الأثر المنتظر في مسيرة عمل القطاع العام.

وكذلك هو حال اللجنة التي شكلها وزير الصناعة منذ عدة أشهر للتواصل مع الصناعيين الموجودين خارج البلاد بغية استقطابهم وعودتهم للاستثمار في البلاد، إذ لم نعرف إلى ماذا خلصت اتصالات تلك اللجنة، وما حصيلة عملها.

وهناك أمثلة أخرى كثيرة عن لجان شُكلت هنا وهناك، وجرى الاحتفاء بها إعلامياً لفترة زمنية معينة، ثم اختفت تلك اللجان عن المشهد العام بشكل كامل.

إلى جانب ما أثبتته السنواتُ الطويلةُ السابقةُ من أن اللجانَ هي مقبرةُ القرارات الحكومية، فإنها اليوم باتت تمثل دليلاً على أن إدارة الحكومة للملف الاقتصادي، تقوم إما على ردات الفعل حيال الأزمات التي تتفاجأ المؤسسات بوقوعها دائماً، وإما على الأفكار التي تخطر ببال بعض المسؤولين ويرون أنها ذات أولوية. أي أنها في النهاية إدارة لا تستند إلى استراتيجية واضحة الأهداف، يجري قياسُ نتائجها بشكل دوري.

ولهذا، فمن الطبيعي أن ينسف كل مسؤول جديد ما فعله سابقه، وأن يتباين أداء كل مؤسسة بين مرحلة وأخرى، وأن تكثرَ اللجان والاجتماعات، وتقلَّ القرارات والنتائجُ على أرض الواقع.

زياد غصن - شام إف إم