عبد الفتاح العوض يكتب: لكل زمان دولة وتجار!!
يقولون لكل زمان دولة ورجال.. ولنقل لكل زمان دولة وتجار.
الجميع يلاحظ أننا أمام تغير واضح في أسماء رجال الأعمال ثمة طبقة جديدة أفرزتها ظروف الحرب والحاجة لها ولطريقتها في العمل.
لا نعمل هنا على تقييم هذه الطبقة إن كانت جيدة أو سيئة بل نتحدث من فكرة أنه جرى فعلياً إيجاد طبقة جديدة من رجال الأعمال هي التي تقوم بالعمل الاقتصادي السوري.
السؤال ألم يكن بالإمكان أن تكون هذه الطبقة جزءاً من الحل وليس جزءاً من المشكلة.
الحكومة أم وزراء في الحكومة يتحدثون عن أن رفع الأسعار وسابقاً التلاعب بسعر الصرف وقبله تهريب القطع إلى الخارج كان من رجال الأعمال.
فلماذا لم يكن بالإمكان أن تكون هذه الطبقة من رجال الأعمال كجزء من المسؤولية عن الحال الاقتصادي بشكل عام؟!
في الأجوبة الافتراضية عن هذا السؤال أبواب كثيرة ليست مريحة.
ففي كل قطاع اقتصادي عدد صغير من رجال الأعمال هم الذين يديرون معظم أعماله البقية الباقية تعمل على إيقاع هؤلاء «الكبار» فلماذا لا يتم التعامل معهم بصورة مباشرة وباتفاقات بحدها الأدنى «كلمة شرف». لكننا جميعاً نعرف أن كلمة الشرف غير كافية خاصة عندما يتعلق الأمر بالمال. ونعرف أيضاً أن القوانين يمكن التحايل عليها، وفي الظروف الخاصة مثل ما نعيشه منذ بداية الحرب هي ظروف خاصة جداً لكن في هذه الأيام فإن الظروف الخاصة تحولت إلى ظروف استثنائية.
إذا كنا نبحث عن سرّ قدرة الاقتصاد السوري على البقاء على قيد «النشاط» – تسمية نشاط هنا غير مقصودة – هو أن جزءاً كبيراً أو حتى الجزء الأكبر من الاقتصاد السوري هو «اقتصاد ظل»، مع سلبيات المفهوم وسوء سمعة اقتصاد الظل إلا أن جزءاً كبيراً من استمرار العمل الاقتصادي كان بسبب أن الأبواب الخلفية للاقتصاد السوري بقيت مفتوحة وزاد نشاطها في ظل الحرب.
خلال السنوات القليلة السابقة أصبحت الأمور أسوأ مما كانت عليه في ظل اشتداد الحرب، ولهذا أسباب كثيرة لعل من جملتها أن الحكومة كانت تنفق من احتياطيات تم استنزافها على مدار السنوات، ثم إن استعادة السيطرة جعلت الإنفاق أكبر وناهيك عن مشكلة الأموال السورية في المصارف اللبنانية وآخر ما حدث في العالم زاد الطين طيناً… كلها تجمعت وجعلت الأمور أسوأ من سنوات الحرب الصعبة.
لكن الشيء المؤكد أن الاعتماد على الأموال السورية في القطاع الخاص ما زالت محدودة. ولدينا واجب تصنيع طبقة رجال الأعمال تتناغم مع حاجات البلد ولا تكون عبئاً عليها، النقطة الثانية إعادة أموال سورية في الخارج من خلال الإصرار على خلق مناخ يعتمد على الثقة والاطمئنان. أموال سوريين تعيد إعمار البلد وتصنع «بداية» بداية قصة وطن يعرف كيف يعود من جديد.
أقوال:
– الكفاءة يد الثروة اليمنى.. والاقتصاد يدها اليسرى.
– الرجال يعرفون أيام الشدائد لا أيام الموائد.
– يخيل إليّ أن الرجال العظماء لابد أن يشعروا بحزن عظيم.
– كل الرجال إذا لم يخشعوا طمعاً ولم تكدرهم الآمال أحرار.