بداية القابضة

رئيس التحرير : عبد الفتاح العوض

رئيس مجلس الإدارة : د. صباح هاشم

من نحن اتصل بنا
أجنحة الشام

عبد الفتاح العوض يكتب: دورة الحياة.. ما الشبه بين البشر والدول؟

الأربعاء 02-03-2022 - نشر 3 سنة - 2686 قراءة

تحدث ابن خلدون عن أطوار الأمم ومما قاله في هذا لشأن إن الأمم والأمصار مثل الإنسان تمر بدورة من الطفولة حتى الشباب ثم الكهولة وقد توافق ما قاله ابن خلدون مع كثير من فلاسفة ومفكرين وأهل سياسة وتطابق ذلك مع أحداث العالم قديماً وحديثاً كما لو أنها سنة كونية لا يمكن تجاهلها أبداً.. فكثيرة هي الإمبراطوريات التي سادت ثم بادت ثم عادت بشكل أو بآخر.

في علم الاقتصاد يبدو الأمر أكثر وضوحاً والمؤشرات العلمية تقدم نفسها من خلال حالات تتكرر دوما يطلق الاقتصاديون عليها دورة الأعمال ومنهم من يسميها دورة الازدهار والكساد ودوماً بعد مرحلة الكساد هناك ازدهار وبعدها مرحلة القمة ثم التباطؤ وبعدها الكساد لتعود الدورة من جديد.

السؤال الصعب ما فترة عودة الأمم؟؟ وأيضاً ما فترة عودة الازدهار؟…

الخبر الجيد أن دورات الكساد في الاقتصاد ليست طويلة بعمر الأمم وإن كانت طويلة وصعبة بحياة الأفراد، فالاقتصاديون وجدوا أطول فترات الكساد لا تصل إلى 15 سنة وبالمتوسط هي عشر سنوات، وبحسب قدرة الدول تستطيع أن تجعل الفترة أقل في حالة كانت مبتكرة للحلول ومدركة لنقاط القوة والضعف ومعرفة الفرص. إلا أن المشكلة الأكبر بعودة الأمم، وفي هذا كلام طويل اختلف فيه علماء السياسة لكن معظمه لا يؤمن بفكرة المنعطف التاريخي الذي يغير الأمور بين ليلة وضحاها، بل يتم التغيير تراكمياً وتدريجياً وما يتبدى أنها لحظة التغيير ما هي إلا لحظة التعبير عن كل الأحداث السابقة.

تعالوا نناقش الأمر فيما يخص سورية؟

في الاقتصاد فإننا مررنا وما زلنا في مرحلة الكساد وبعلم الاقتصاد فإن المرحلة القادمة ستكون مرحلة النمو ولعله من المؤسف أننا لا نرى بوادر ذلك لكن المسألة الحتمية أن الدورة الاقتصادية ستأخذ مجراها بشكل أو بآخر والمشاكل الاقتصادية العالمية تعلن عن نفسها بأكثر من شكل وقد عانت الدول من دورة الاقتصاد وخرجت منها ولسنا استثناء.

الموضوع الآخر الذي له علاقة بتعاقب الأمم والدول فنحن الآن في مرحلة عالمية تأخذ مرحلة إعادة التشكل من جديد ولا داعي للتوسع هنا.

ما قاله ابن خلدون عن تشابه حالة الأمم والأمصار والإنسان تم التعبير عنها في الدين بطريقة مباشرة من خلال الوعد الإلهي أنه مع العسر يسراً وتم التعبير عنه اجتماعياً بالقناعة أنه ما بعد الضيق إلا الفرج.

ثم إن كثيراً منا عاش التجربة بذاته ورأى بأم عينه كيف تتبدل الأحوال ولكل منا دورة ازدهار وكساد تشرق أيام ازدهاره، وتخفت أنواره أيام كساده، ونحن السوريين عشنا دورة الكساد كاملة غير منقوصة وننتظر الأيام المشرقة.

من الصعب تقبل هذه الكلمات في هذا الوقت، لكن ألسنا من الذين يعلمون أن أشد ساعات الظلمة قبل الفجر؟؟

أقوال:

– كل الحادثات إذا تناهت فموصول بها الفرج

– ما بين طرفة عين وانتباهتها

يغير الله من حال إلى حال

– ضاقت فلما استحكمت حلقاتها

فرجت وكنت أظنها لا تفرج

– الأيام الصعبة تخرج رجالاً أقوياء، الرجال الأقوياء يصنعون الرخاء والترف، الرخاء يخرج رجالاً ضعفاء، الرجال الضعفاء يصنعون أياماً صعبة


أخبار ذات صلة

كتب د.عدي سلطان

كتب د.عدي سلطان

المواصلات في دمشق وريفها رحلة معاناة لاتنتهي

الاعلامي وضاح عبد ربه يكتب :  كتب رئيس تحرير الوطن الاعلامي وضاح عبد ربه :

الاعلامي وضاح عبد ربه يكتب : كتب رئيس تحرير الوطن الاعلامي وضاح عبد ربه :

اسوأ قرار، غير معلن لكونه غير قانوني وغير دستوري، اتخذ في تاريخ مجلس الشعب تمثل في حجب الإعلام الخاص ومنعه من دخول المجلس، ونقل ما يحدث تحت قبته!