عبد الفتاح العوض يكتب: فوربس سورية يسأل كثير من الناس..
– من أين يأتي السوريون بالمال إن كانت رواتبهم لا تكفي لأسبوع من الشهر؟
– السؤال الثاني كيف تمتلئ الأسواق بالناس وهم يشكون الفقر.
– أسهل الأسئلة: من أين يأتي الأغنياء بمالهم في بلد معظم أعماله متوقفة!
هذه فقط ثلاثة أسئلة من عدد كبير يتداوله الناس في هذه الأوقات التي يجد معظمنا نفسه أمام حالة صعبة.
عندما تجد أن هناك محلات يدفع فيها الشخص 500 ألف على سهرة فيما تجد أشخاصاً رواتبهم أقل من 100 ألف ليرة وحاجتهم لا تقل على 500 ألف ليرة فإن هذه الأسئلة تبدو مجرد ملاحظات على الحياة وليس أسئلة استفهام تنتظر أجوبة.
لا توجد إحصاءات منشورة أو أرقام رسمية عن معدل الفقر ولا عن انخفاض نسبة الطبقة الوسطى.. الأمم المتحدة قدّرت الطبقة الوسطى في سورية عام 2014 بنحو 26 بالمئة.
ولا يكفي القول إن معظم السوريين يعتاشون على الحوالات الخارجية، إن كان الأمر كذلك فمن المفترض أن ينخفض الدولار على اعتبار أن الحوالات هي واردات في ميزان المدفوعات.
السؤالان الثاني والثالث متداخلان.. لكني أريد أن أتوقف عند مصادر أموال الأغنياء الآن!
في دراسة عن مصادر أموال الأثرياء في العالم وجدوا أن المصارف وشركات التأمين والبورصات تقع في المرتبة الأولى، ثم تلاها العقارات والرعاية الصحية والتكنولوجيا.. آخر مصدر للغنى كان «الطعام»..
طيب.. إن أدركنا أن معظم المصارف لا تعمل وأرباحها وهمية، وشركات التأمين شبه خاسرة.. والتكنولوجيا على حال لا يخفى على أحد.. والعقارات مجرد سمسرة.. فمن أين يأتي الأغنياء بأموالهم..
ضعوا قائمة بأسماء أغنياء سورية ودعونا نضع قائمة فوربس سورية فما هو عملهم ومن أين لهم هذا؟!
الذين كتبوا عن الثراء في العالم لهم جمل مستفزة جداً واحد منهم يقول: «لا يوجد نقص في الأموال على هذا الكوكب وإنما هناك نقص في عدد الأشخاص الذين يفكرون بالقدر الكافي»..
آخر يقول: «في الوقت الذي يعتقد فيه الجميع أن الثراء صعب فإن الأثرياء يعرفون أن كسب المال هو قرار ذاتي».
بالمختصر المفيد جداً.. يعني الأغنياء أذكياء والفقراء أغبياء!!
لنعد إلى الحالة السورية الفريدة..
هل هناك جهة اقتصادية حاولت الإجابة عن هذه الأسئلة.. أم إن الأمر متروك لكل فرد ليبحث عن الخلاص الشخصي..
هذا من ناحية..
أما من الناحية الأخرى فلها علاقة بقائمة أغنياء سورية، وما أعمالهم وأي القطاعات التي يعملون بها.. فأولئك الذين يعملون بالصناعة والاستثمار بالإنتاج غير أولئك الذين جاؤوا بأموالهم من أعمال لا أقول فقط إنها غير إنتاجية بل أذهب أبعد من ذلك إلى الحديث عن أعمال ضارة بالاقتصاد.
كيف تصبح نسبة قليلة من المواطنين أغنياء بطريقة فاحشة على حين النسبة الأكبر من الناس فقيرة أو أقرب إلى الفقر.
ليست المشكلة أن السؤال بلا جواب.. بل المشكلة أن أحداً لا يريد أن يفكر بالجواب!
أقوال:
– المنطق السليم يمليه علينا الأقوى والأغنى.
– أمران يحددان شخصيتك صبرك حين لا تملك شيئاً وتصرفاتك حين تملك كل شيء.
– إذا تُركت الأمور لنفسها، تميل الأمور إلى الانتقال من سيئ إلى أسوأ