زياد غصن يكتب : قريتي… المظلومة!
اكتب هذه المرة بشكل شخصي… وربما للمرة الأولى.
اكتب عن قريتي “سرغايا” التي تنتج حالياً القسم الأكبر من إنتاج البلاد من التفاح… والكثير من الفواكه الصيفية الشهيرة، التي يصدر بعضها إلى دول الخليج، مصر، وحتى روسيا.
قريتي هذه تمثل نموذجاً يعكس “وهم” الشعارات الحكومية المرفوعة في مسألة دعم الإنتاج، حالة “التضليل” التي باتت تطغى على مضمون تصريحات المسؤولين الحكوميين، والوعود “الخلبية” الخاصة بتحسين الأوضاع الخدمية لمناطق الإنتاج الزراعي!
قريتي هذه لا يرى سكانها الكهرباء إلا نادراً بين يوم وآخر، رغم الحاجة الماسة إليها لتشغيل آبار المياه وغرف التبريد الصناعية.
لا يريد مزارعو قريتي تعويضاً عن موجات الصقيع السنوية التي تضرب باستمرار حقولهم، لأن ما تدفعه وزارة الزراعة مخجل، ويشكل استخفافاً بجهد المزارع وخسائره!
لا يريد مزارعو قريتي غراساً مجانية لزراعتها في الجبال التي تحولت إلى خضراء معطاءة، لأن تلك الغراس غالباً ما تكون ضعيفة ومن نوعية غير مطلوبة!
لا يريد مزارعو قريتي أن تدعم الحكومة أسعار الأدوية الزراعية المحلية، أو أن تؤمن وترفع من كميات الأسمدة المخصصة لكل منهم!
لا يريد مزارعو قريتي أن تهدر الحكومة وقتها في دراسة أسواق خارجية لتصريف منتجاتهم، فهم ومنذ سنوات طويلة استطاعوا (ومعظمهم لم يكملوا تحصيلهم العلمي) وبجهود شخصية أن يدخلوا منتجاتهم لأسواق عربية وأجنبية من دون منة الحكومة وفريقها الاقتصادي!
مزارعو قريتي لا يريدون أن تقطع الكهرباء لأجلهم عن المزة، كفرسوسة، المالكي ، الصبورة… وغيرها من المناطق التي يتوقف عليها مستقبل البلد!
مزارعو قريتي يريدون فقط أن يصدق المسؤولون في وعودهم، ويضعوا لقريتهم برنامج تقنين كهربائي واضح، ويلتزموا بتنفيذه أسوة بباقي المناطق في المحافظة أو على الأقل أن يطبق فعلاً ما قاله مؤخراً مدير كهرباء ريف دمشق من أن جميع مناطق المحافظة تحظى بتقنين واحد!!
وأعتقد أن هذا هو مطلب جميع مناطق الريف السوري المنتج زراعياً، ولم يعد سراً القول : إن بعض المناطق في عدة محافظات فقدت محصولها من القمح نتيجة عدم قدرة المزارعين على ري المحصول في الوقت المناسب، نظراً لعدم توفر إما الكهرباء أو المازوت اللازمين لتشغيل مضخات الآبار!
لا يحتاج الأمر إلى كثير عناء، اجتماعات، لجان… وغير ذلك.
فقط أن تعود وزارة الكهرباء إلى الالتزام بمسألة تطبيق برنامج تقنين كهربائي واحد على جميع المحافظات والمناطق، بعيداً عن المحسوبيات والأهواء الشخصية و الاعتبارات غير الشعبية.
والوزارة وصلت سابقاً في هذا المجال إلى مرحلة متقدمة جداً، لكن وكأي نقطة مضيئة سرعان ما تخبو مع أول تغيير حكومي…!