عبد الفتاح العوض يكتب: حزب الضمير يقول شيشيرون: «الضمير هو المسرح الرئيسي للفضيلة».
ما دافع الموقف عند أغلبية البشر؟
المصلحة… لكن أيهما المصلحة الخاصة أم العليا؟
الأسلوب الذي ابتدعه الناس مبني بطريقة الدفاع عن المصالح الخاصة..
الأحزاب السياسية قائمة على فكرة مجموعة لديها أفكار مشتركة تريد أن تصل للسلطة.
النقابات المهنية كل نقابة تدافع عن مصالحها..
نقابة التجار هدفها تلبية مطالب التجار ونقابة الصناعيين تنفيذ رغبات الصناعيين وقس على ذلك النقابات المهنية كافة من أطباء وفنانين وفلاحين.
تنافر المصالح أمر طبيعي جداً وبالتالي من المفترض أن تكون هناك جهات قادرة على إجراء تسويات لهذه المصالح وتنفيذ المصالح العليا للدولة. الحكومات من المفترض أن تمثل دور الحكم لكنها في أغلب الأحيان لا تفعل بل تدافع عن نفسها وعمن تمثلهم.
بين ما يكون وما يجب أن يكون مسافات طويلة من الجدال. وكل طرف يقدم مزيجاً من المنطق وشبه المنطق.
فهل هناك مؤسسة تشكل إن صحت التسمية مؤسسة الضمير؟ هل يمكن تشكيل حزب الضمير هناك من دون الحاجة لترخيص من الحكومة.
لا يخلو مجتمع من مجموعة من الأفراد تجاوزوا مرض المصلحة الخاصة أو تعالوا عليها أو ما عادوا بحاجتها ويمكنهم أن يقدموا آراءهم من دون الالتفات لرضا أو غضب الآخرين. ولا يهمهم إن شتمهم الناس أو مدحوهم.
لا أقول إن حزب الضمير هو حزب أكثرية في مجتمعنا ولا في أي مجتمع آخر، لكننا بحاجة له أكثر من غيرنا فالبنى المؤسساتية مركبة للدفاع عن المصالح الخاصة.
ورغم أنه حزب أقلية وليس لديه الكثير من المناصرين لكنه لديه القدرة على التأثير بشكل فعال لأنه يؤسس لمصلحة الجميع.
الفكرة العملية لتأسيس حزب ضمير في كل الجهات يتعلق بخلق مجالس استشارية من أعضاء حزب الضمير وليس من أصدقاء الوزير.
هل يوجد صعوبة في إيجاد مثل هؤلاء الأفراد؟
نعم يوجد والسبب ليس قلتهم فقط بل أيضاً عدم رغبتهم في الخوض في جدالات وصراعات ولا يرغبون في أن يكونوا عرضة لسفهاء الفيس بوك وغيره.
آخر القول: إننا لا نذكر الضمير إلا في حالات «التأنيب»..
أقوال:
• لا تشاور مشغولاً، ولا جائعاً، ولا مذعوراً، ولا مهموماً – قس بن ساعدة
• المستشير وإن كان أفضل من المستشار رأياً، فإنه يزداد بالمشورة عقلاً، كالنار تزداد بالودك ضوءاً – ابن المقفع
• هو فقير لدرجة لم يكن لديه فرصة ليتحدث مع ضميره.