باعتقادي، إما أن يكون الفرد سبباً في انهيار مؤسسات، ضياع قطاعات، وشيوع الفساد، أو أن يكون رافعة نجاح، عامل إنقاذ، ومبعث أمل وتفاؤل. زياد غصن يكتب : بتصرف.. الفرد.. أولاً!
هل هي مصادفة أم سوء حظ أن يشهد قطاع اقتصادي أو خدمي تراجعاً مخيفاً مع تولي شخصية ما منصباً مؤثراً في هذا القطاع؟ أم هي نتيجة طبيعية، بالنظر إلى ضعف مؤهلات هذه الشخصية ومحدودية إمكانياتها الفردية؟
ربما ما سأقوله لا يعجب البعض أو لا يتفق معه، لكنه يبقى عبارة عن وجهة نظر خاصة تدعمها حقائق عدة.
باعتقادي، إما أن يكون الفرد سبباً في انهيار مؤسسات، ضياع قطاعات، وشيوع الفساد، أو أن يكون رافعة نجاح، عامل إنقاذ، ومبعث أمل وتفاؤل.
والدليل على ما سبق ما يلي..
ارتباط تدهور أداء بعض القطاعات الخدمية والاقتصادية مع تولي بعض الأشخاص غير المعروفين مناصب وزارية مؤثرة في هذه المرحلة، وفقدان مؤسسات كبيرة حضورها وتأثيرها العام مع تسلم بعض الشخصيات المشهود لها بالضعف وسوء الإدارة مقاليد الإدارة العليا فيها.
وعلينا أن نتوقع سمات هذه الشخصيات، إمكانياتها العلمية، آفاقها المعرفية، وسلوكياتها الإدارية حتى وصل حال بعض القطاعات إلى ما وصل إليه حالياً من عجز وفشل وفساد.
في المقابل، فإن تعيين شخصيات تحظى باحترام وتقدير علمي و أخلاقي في مناصب مختلفة من المسؤولية، كان سبباً في نهوض وزارات ومؤسسات، وشيوع حالة شعبية من الأمل والتفاؤل.. وهناك أمثلة قريبة زمنياً وأخرى بعيدة.
كل ذلك يجعل من عملية ترشيح أشخاص لشغل مهمة أو منصب حكومي، بمنزلة حكم مسبق بالنجاح أو الفشل على مستقبل وزارة هنا أو مؤسسة هناك.
هذا لا يعني أن هناك أفراداً يملكون قدرات خارقة، يستطيعون من خلالها تغيير أو قلب أوضاع المؤسسات والجهات العامة رأساً على عقب، و تالياً على الدولة أن تبحث عنهم... لكن يمكن القول إن هناك أفراداً يملكون ما تحتاجه مؤسساتنا من كفاءة، إخلاص، ونزاهة... وبإمكانهم استثمار الهامش المتاح لهم لصناعة فارق ما في الأداء والإنجاز... أو على الأقل التخفيف والحد من حجم المصائب والكوارث المتلاحقة.
هؤلاء موضوعياً ومنطقياً يجب عدم التفريط بهم، خاصة في أوقات الأزمات والأوقات الحرجة.... إنما عملياً هؤلاء هم أول من تجري التضحية بهم، وتطفيشهم،.. والأمثلة كثيرة، في كل قطاع.
قريباً ستكون لدينا حكومة جديدة، ومن المؤكد أن أحكامنا ستتوجه أولاً نحو أعضائها كأفراد، لتقييم مدى قدرتهم على إنجاز الفارق، وتغيير صورة الإحباط التي راكمتها الإجراءات والسياسات الحكومية غير المتبصرة بآلام المواطنين ومعاناتهم.
لذلك لنرَ ماذا سيكون عليه مستقبلنا مع التشكيلة الحكومية الجديدة... وإن كان هناك من لا يجد فائدة من الانتظار!