عبد الفتاح العوض يكتب.. حكومات تتجمل!
من يصدق هذه الدراسة.. تقول دراسة قام بها مركز كشف الكذب ولغة الجسد إن الرجال يكذبون أكثر من النساء، الدراسة أجريت بناء على طلب شركة طورت لعبة تعتمد على أساس أن يقوم اللاعبون باكتشاف الكذابين.
سأتحدث أولاً عن مصداقية مثل هذه الدراسات وإن كانت فعلاً صحيحة أم لا، من خلال المتابعة من السهل اكتشاف مسألة واحدة فقط، أن الدراسات التي تجرى في جامعات ومراكز أبحاث تتغير بين الفترة والأخرى، فهي ما زالت في طور الدراسات ويوجد حتى دراسات حول أمور طبية نكتشف بين الحين والآخر أنها تتناقض مع نفسها بحيث تقول دراسة إن مادة ما مفيدة لكذا وكذا ثم تظهر دراسة بعدها تقدم نتائج مختلفة.
هنا لا نقول إن العلم يغير رأيه فحسب، بل نقول إن هذه الدراسات قد لا تكون صحيحة، إلى هنا هذا كاف لأقنعكم أن ليس كل الدراسات صادقة بما فيها هذه الدراسة التي ترى أن الرجال يكذبون أكثر من النساء. هناك دراسات أيضاً يمكن الحديث عنها تقول إن 10 بالمئة فقط من الأشخاص يمكن أن نطلق عليهم اسم «الكذابين» بينما 90 بالمئة هم بالأساس يتحدثون بصدق لكنهم يكذبون أحياناً في حالات تتعلق بالاضطرار أو بالمجاملة. المقولة التي يمكن تبنيها بغير تردد: إن الرجال والنساء يكذبون بالقدر نفسه، ربما بواعث الكذب مختلفة لكن أسوأ الأمور عندما يكذب البعض من دون مسوّغ حينها يكون الكذب لمجرد الكذب.
وهنا لب الموضوع الذي أود أن أتحدث عنه، هو الكذب على شبكات التواصل الاجتماعي. الصورة التي يقدمها الناس في وسائل التواصل الاجتماعي تكاد تكون مختلفة كلياً عن حياتهم الحقيقية. ثمة ما هو واضح لكل عين، أن «الكذب» يشكل العلامة الفارقة في الحياة الاجتماعية على الفيس بوك وإخوانه. هذه المسألة أثارت اهتمام الكثيرين، وكان من الواضح الاستنتاج بأن وسائل التواصل الاجتماعي ملأى بالأكاذيب، ليس فقط في أن الأشخاص يقدمون أنفسهم بصورة أجمل مما هم عليه بل أيضاً بأكاذيب كثيرة يراد لها أن تنتشر بين الناس.
الناس يقدمون أنفسهم على وسائل التواصل الاجتماعي على أنهم الملائكة، ورغم أنهم بالتأكيد ليسوا شياطين لكنهم أيضا ليسوا ملائكة.
الموضوع فيه كثير من الكلام، لكن أوضح ما فيه أن الأشخاص يكذبون، ولكن الحكومات تكذب أكثر.
أقوال:
• أعتقد أن الرجال أقل كذباً من النساء باستثناء ساعات الغزل.
• المرأة الصادقة هي التي تكذب فقط في سنها ووزنها وراتب زوجها.