عبد الفتاح العوض يكتب.. الفقر بالأفكار !!
أفهم أننا فقراء بالموارد حاليا ... لكن لا أستطيع أن أتفهم أن نكون فقراء بالأفكار ...
كل مشكلة تواجهنا تبدو مستعصية على الحل ... و أي مشكلة مع الإهمال تصبح أزمة حتى أصبحنا بيت الأزمات .
إي ... و بعدين !!
لا نحل أي مشكلة و نتركها تكبر و تتضخم ثم و في ظل معاناتنا من الأزمة الأولى تضاف أزمة أخرى و هكذا يتحول المواطن إلى كيس ملاكمة لكل هذه المشاكل .
الكل يعرف الوضع ... و نعرف الحال و المآل لكن لا يكفي أن نعرف الحال فقط بل يجب أن تعرفوا الحل .
الإغراق في المشاكل اليومية يخلق حالات غير طبيعية في المجتمع المنهك أصلا .
الآن نحن في أزمة كورونا ... بشرفكم هل فوجئتم بكورونا ؟؟؟
العالم تفاجأ بها و تبين لهم أن نظامهم الصحي عاطل و غير قادر على مواجهة الحالات الطارئة و هو مصمم للطقس الجميل .. لكن في بلدنا منذ عشر سنوات ليس لدينا طقس جميل ... كيف لا تكون المشافي مجهزة و الحلول متوفرة و ليس إعجازية ...
إن كان لدينا نقص في عدد الأطباء و الممرضين فعلينا أن نستعين بطلاب الطب و الصيدلية و تحويلهم بعد دورة مكثفة لممرضين .
إلزام شركات الأدوية و رجال الأعمال بتوريد بالطرق الممكنة - بكل الطرق الممكنة – كل ما نحتاجه من منافس وأدوية و لوازم التحليل لكورونا .
تشكيل جمعية من الأطباء السوريين الذين يقيمون بالخارج للمساهمة في مكافحة الكورونا مع تقديم تسهيلات مطلوبة .
افتحوا أبوابا للأفكار الممكنة من الناس ... ليس صعبا إنشاء بنك أفكار تستقبل فيه الحكومة اقتراحات كل مهتم و مختص بأي قضية من طرح فكرته و مناقشتها .
واضح أن لديكم إفلاس فكري حاولوا أن تستثمروا في عقول الناس .
ليس الحديث هنا مخصصا عن كورونا ... بل عن كل أزمة نعيشها من دون حتى أن نحاول إيجاد ما يخففها .
الفقر بالأفكار أسوأ من الفقر بالمال !!
من دفتر وطن