من دفتر الوطن.. عبد الفتاح العوض يكتب: ما الحل يا قوم؟
هنا حديث يقف فيه القلب جانباً وربما متألماً لكن ليس له هنا نصيب من الحوار..
فقط العقل والبارد منه هو من يستطيع أن يقدم رأياً ويعلن موقفاً مع كل التحفظات الممكنة على عقول دارت دورتها مع الزمن والأحوال تقلبت معه فداخت وفقدت فاعليتها..
السؤال:
كيف يمكن لهذه الدول المشتركة في المصائب والمصائر أن تخرج من محنتها؟!
هذه الدول التي سميناها «أمة» وتصرفت «كأمم مبعثرة» ما حالها غداً وما الحل معها؟!
إذا اتفقنا ولا أحد يمكن أن يختلف هنا على سوء الحال وأن هذه المرحلة لاشك أنها تمثل حالة من الضعف والتشرذم وضياع البوصلة فإن ما يمكن أن نختلف عليه هو كيف الخروج من هذه الحال؟
ثمة أفعال وثمة أقوال:
في الأفعال قسم من هذه الدول رأت وما زالت ترى أن 99 بالمئة من أوراق اللعبة مع أميركا، فذهبت معها إلى إسرائيل وتاهت في صحراء «سلامها» واستلابها.
وظنت أنه سيصيبها شيء من المن والسلوى، ومنذ نهاية السبعينيات وإلى الآن لا شيء تغير غير زيادة الجوع والفقر والضعف.
بلدان أخرى أيضاً رأت أن أوراق اللعبة كلها بيد أميركا، لكنها «تدفع» ثم «تدفع» وسيأتي في وقت لاحق ترامب آخر سيقول لملك قادم أيها الملك عليك أن تدفع، فيرد الملك: لكننا لم نعد نملك شيئاً ندفعه، فيرد ترامب الآخر للملك الآخر اذهب إلى الجحيم!!
بالمقابل دول رأت أن أميركا وكثير من الغرب يرقص مع أنغام إسرائيل، وأن هذا الإيقاع لا يلائمنا بل أيضاً يضر حاضرنا ومستقبلنا، فقررت أن تصنع إيقاعها الخاص مع ما تدركه من ثمنه وألمه.
ثمة سؤال يبحث عنه الجميع.. إن كان الرقص مع أميركا ضاراً.. وعدم الرقص مع أميركا ضار أيضاً فما أخف الضررين؟!
ثم يأتي سؤال أفضل.. إذاً ما النافع؟!
لعل الإجابة الأكثر حضوراً لدى فئة من المثقفين وخاصة التكنوقراط يركز على أهمية الاهتمام بشؤون الوطن بحيث تصبح ركائزه أقوى وأعمدته أصلب.
ولعل المسألة المهمة هنا إن كان سيسمح لبلد على المدى المجدي مع إسرائيل بالقيام بهذه «المهمة».
فزيادة المناعة الداخلية للوطن ورفع مستوى حس المواطنة والإحساس بالمسؤولية أشياء ضرورية لأي حالة تفرضها اللحظة الراهنة بكل صعوباتها ويفرضها المستقبل بكل توقعاته.
إن بلداناً كثيرة خرجت من أزماتها، لكن خرجت بإرادة ومنهج وطريق، ولدينا ما يكفي لنتفاءل بأن دورة التاريخ وحكمة الزمن مع مزيج من الحس الوطني ستجعل من الأمر ممكناً وإن كان صعباً.
الحل الوطني مع ربط المصالح إقليمياً ودولياً ليس حلاً آنياً فقط، بل هو في الإطار العام يعطي الضمان للمستقبل.
إن مناعة الوطن تحتاج إلى الكثير من الجهد، أما الحديث عن شبكة المصالح مع العالم، فلها أكثر من الجهد.. «الحكمة» ولدينا الجهد والحكمة.
أقوال:
قد يجد الجبان حلولاً عديدة لمشكلته لكنه لا يختار سوى حل واحد.. وهو الفرار.
أحياناً يكون الحل الوسط بمنزلة أرجوحة تصيبك بالدوار وتمنح العبث ذريعة الاستمرار.
الندم على الوقت الضائع يعد مزيداً من إضاعة الوقت.
لا تنتقد نفسك على الفشل، بل انتقدها على عدم المحاولة.