من دفتر وطن عبد الفتاح العوض يكتب.. لكل منا «لوّ ه»!
ماذا لو عاد بك الزمن إلى الوراء… ما الذي تغيره في حياتك؟
هذا السؤال شاق جداً فأنت تعلم أن الزمن لن يعود بك إلى الوراء ولا يمكن استرجاع ولو ثانية مرت من حياتك، لكن في لحظة ما يقف المرء أمام مرآة قلبه ويسألها هذا السؤال المؤرق والمتعب والصعب.
مشكلة هذا السؤال أنه تم تداوله على أنه أحد الأسئلة التقليدية للفنانين، ومن هنا سقطت قيمته لكنه في واقع الأمر يتجلى فكرياً في كثير من المرات بأساليب مختلفة، لعل من أرقاها تلك التي تتمثل بالنصائح والحكم..
فالذين يقدمون نصائح صادقة مثلما يقدمها الأب لابنه يقولون بشكل أو بآخر لو عاد الزمان لفعلت كذا وكذا.
بعض الأشخاص يفعلون ذلك بطريقة مختلفة.. يكون الجواب دفاعياً من البداية لا أندم على شيء ولو عاد الزمان لعشت الحياة ذاتها بحلوها ومرها بسعادتها وتعاستها!
لا أدري كم يكون الإنسان صادقاً مع نفسه عندما يقول ذلك أم إنه يعبر عن واقعية بحتة، فهو فعلاً لا يستطيع إلا أن يعيش ذلك مرة أخرى.
الموضوع الروحي بهذا السؤال له علاقة بالإيمانيات، ولعل ثمة مدرسة فكرية تقوم على الجبرية التي ترى أن الإنسان يساق إلى قدره، ويأتي العلم ليتحدث عن جينات تحدد ليس فقط لون البشرة والعينين بل تحدد السلوك والطباع، وكذلك ترسم ملامح الصحة والعمر. وحتى حين يختار أمراً آخر، فهو يفر من قدر اللـه إلى قدر الله.
لن ندخل أعمق في هذا التفصيل.
عندما سئلت كاتبة أميركية هذا السؤال أجابت لستُ نادمة على أي شيء فعلته، لكن غيرت إجاباتها بعد فترة وقالت إنها كانت ستغير الكثير، ومما قالت مثال ليس أكثر:
سأستخدم تلك الشمعة الباهظة الثمن التي أهديت لي وفسدت في التخزين، سأمرح مع أولادي على الحشائش، ولا أكترث بالبقع التي قد تُلطّخ ثيابي.
سأعبّر أكثر عن مشاعري لمن أحبّهم، وسأعتذر أكثر لمن أسأتُ إليهم وسأنصِت أكثر لمن يُحدّثني.
لو أعطيت لي فرصة ثانية للحياة فسـأحياها، سـأجرّبها، سـألمِسُ كلّ لحـظةٍ فيهـا.
أيضاً ما يذكر في هذا المجال ما قيل إنه كتاب لممرضة تعمل في دار للمسنين وقد سألتهم هذا السؤال وتنوعت إجاباتهم، وكانت الإجابات تتضمن أنهم كانوا سيهتمون بأنفسهم وأفكارهم وهواياتهم أكثر من إرضاء الآخرين.
لن أدخل في التفاصيل التي يمكن أن تكون الإجابات عنها متلونة ومتعددة وأحياناً متقلبة وليسأل أي منكم هذا السؤال.
ومهما كانت إجابته فهو يدرك أن إمكانية تغيير الماضي مستحيلة.. لكن تغيير المستقبل ربما ما زال بأيدينا.
أقوال:
لو زرعت «لو» فسينبت لك (لا شيء).
حين تخذلك جميع الأشياء التي حولك.. لا تحاول أن تثق بها مجدداً، فقط حاول أن تثق بأنك تستطيع العيش من دونها.
لن تعيش حياة سعيدة أبداً، إذا كُنت تهتم دوماً بما يُفكر فيه الآخرون عنك.