صحفي سوري يقترح احداث قسم للجنون و الإبداع في كل مؤسسة عامة و خاصة
لدينا مشكلة كبيرة.. نقص في الأفكار الجديدة! تتبدى هذه المشكلة على مستويين: في العمل الحكومي تبدو الأمور مغلقة أكثر على اعتبار أن أصحاب القرار ليس لديهم الوقت لالتقاط أفكار جديدة، معظم الأحيان يعيش المسؤولون في دائرة العمل الروتيني وليس لديهم الوقت الكافي حتى للتفكير، لعلكم تذكرون أحد المسؤولين الذي قال إن الوزراء يشعرون بالجوع لأنه ليس لديهم وقت حتى لـ«الأكل».. الأفكار الجديدة تحتاج إلى عملية منظمة تساعد على إيجادها، إنها زراعة تنتج أفكاراً ومبادرات. العمل الحكومي يقوم على طريقة اتخاذ القرارات بأسلوب اللجان والاجتماعات وطرح أصحاب المشكلة للحل، وغالباً ما يكون العمل بهذا الأسلوب أقرب إلى «العادة» والأفكار النمطية والقرارات المعتادة. بينما الأفكار الجديدة تحتاج إلى نمط مختلف يقوم على وضع «سلة» نظيفة لالتقاط الأفكار الجديدة. أقترح هنا تشكيل قسم في كل مؤسسة سورية نسميه «قسم الإبداع» يضم مولدي الأفكار وأصحاب الجنون الإبداعي، وغاية هذا القسم هو التعامل مع الحلول المبتكرة وتنظيم عملية توليد الأفكار، لكن الذي يحدث حالياً في معظم مؤسساتنا أن أولئك الذين يقدمون أفكاراً جديدة يتم التعامل معهم على أنهم «مواد خطرة» لا يجوز الاقتراب منها أو الاحتفاظ بها، وتعمل دورة العمل الحكومي بطريقة «مبدعة» على طرد مولدي الأفكار وأصحاب الاقتراحات. في الظروف غير الاعتيادية غالباً ما نحتاج إلى أفكار وحلول غير اعتيادية لكن الذي يحدث أننا نكرر أنفسنا والمشكلات ذاتها تتكرر لأن اختيارنا للحلول أيضاً يتكرر بالطريقة ذاتها. هل سمعتم مثلاً عن اجتماعات أو مؤتمرات للعصف الفكري؟ بل سمعنا عن لجان واجتماعات من أصحاب لباس العقل الموحد! حتى عندما تم اختيار أعضاء المجلس الاستشاري للحكومة فقد تم اختيارهم من الأشخاص نفسهم الذين يقدمون آراءهم في كل منبر من دون أن يكون هناك أفكار جديدة قيد النقاش. نختار مستشارين يصفقون لأفكارنا. تعالوا ننتقل إلى المستوى الآخر وهو المجتمع، وأظن أن المشكلة هنا أكثر تعقيداً لأن المجتمع يتعامل بعدائية مطلقة مع الأفكار الجديدة، لأنها تتنافى مع عادات أو قيم مجتمعية عاشها الناس عشرات أو مئات السنين. لهذا يصعب تقبل أي شيء جديد، ويتم محاربته بكل ضراوة، ومن الواضح أن التجديد في مؤسسة أو وزارة أمر ممكن مع الصعوبات التي ترافقه، لكن التجديد في المجتمع أمر في غاية الصعوبة التي تصل في بعض المواضيع إلى حد الاستحالة. وبعد فالسؤال هنا كيف نحل المشكلة ويصبح لدينا مناخ للأفكار الجديدة. أول شيء يمكن أن نفعله أن نفتح لها النوافذ والأبواب، وأن نستقبلها بما يليق بها، وليس بالانتقاد والتسخيف. إننا بحاجة إلى الإدارة بالأفكار، وجعل في كل مؤسسة عامة وخاصة قسم إبداع يوفر لنا منهجاً لخلق بيئة ملائمة لزراعة الأفكار المبتكرة، حتى تلك الأفكار التي تبدو مجنونة يمكن التعامل معها باحترام باذخ. أقوال:
- إن العالم يفسح الطريق للمرء الذي يعرف إلى أين هو ذاهب.
- بـالقلب نُـحب.. وبـالعقل نكره.. وبالاثنين نُصاب بالجنون!
- الإبداع.. عندما يصبح الذكاء نوعاً من المتعة.
- خذ أحلامك على محمل الجد.