من دفتر الوطن.. عبد الفتاح العوض يكتب.. الشخص الذي يحدث الفارق!
الأربعاء 06-03-2019
- نشر 6 سنة
- 1608 قراءة
ثمة سؤال مؤرق: لماذا لا تتغير أوضاع مؤسساتنا حتى بعد تغير الوزير أو المدير؟
علماء النفس السياسي أفردوا بحوثاً خاصة حول دور الفرد في الأحداث السياسية سواء كان قائداً سياسياً من خلال قراراته، أم مواطناً من خلال خياراته في الانتخابات ودعمه لاتجاهات معينة. في واحدة من أكثر النظريات الرائجة حول هذا الموضوع نظرية ترى أن الفرد يتحرك إما بدافع موقفي وإما بدافع نزوعي، ترجمة هذا الكلام بلغتنا، الموقف له علاقة بالبيئة المحيطة بالفرد والظروف التي يمر بها، بينما النزوعية ترى أن شخصية الفرد وما لديه من اعتقادات وقيم أو حتى موروثات جينية، هي التي تؤثر في قراره. أصحاب هذه النظرية حاولوا الإجابة عن سؤال مهم جداً، وهو ما إذا كان سلوك الفرد نابعاً من خصائصه النفسيّة الفرديّة – أي مدفوعاً بأسبابٍ داخلية – أم ناتجاً عن أسباب خارجية مثل الظرف المحيط، والموقف الذي وُجد فيه الفرد. كثير من الدراسات النفسية حول سلوك القادة والرؤساء استند إلى أساليب مختلفة لعل أهمها السيرة الذاتية والماضي الذي مر به القائد، ومن أشهر الكتب «الرئيس على الأريكة»، وكان قراءة في شخصية الرئيس بوش والقرارات التي اتخذها بناء على ما عاشه بطفولته. لكن الدراسات الأكثر حداثة لها علاقة بتحليل المضمون للنصوص الشفهية والكتابية من خلال تحليل المضمون الكمي والكيفي، والآن تستخدم لغة الجسد. تستطيع أن تقرأ شخصية ترامب بتحليل مضمون سهل جداً، لكن الدراسات الجدية تكون تكاملية، تأخذ كل الظروف المحيطة.. لنعد إلى الشأن الوطني لنرى أن شخصية السيد الرئيس بشار الأسد التي اتصفت بالصلابة والشجاعة والإبداع في التعامل مع أمواج السياسة العالمية هي العامل المهم في خروج سورية من هذه الكارثة مع كل العوامل الأخرى. فلماذا المؤسسات الأخرى لم تستطع أن ترتقي إلى حالة مواكبة مؤسسة الرئاسة بالطموحات والأفكار والمبادرات؟ لكن السؤال الذي بدأنا به يبقى صعباً، فما السبب الذي يجعل مؤسساتنا ووزاراتنا لا تتغير رغم تبديل الأشخاص بين الحين والآخر، حتى أصبح في بعض الأحيان التعديل يفقدنا الأمل ما دامت الأمور لا تتغير بتبديل الأشخاص؟ في التفسير المتداول أن اختيار الأشخاص يتم من الصندوق نفسه ومن ثم نحصل على البضاعة نفسها، وهو تفسير منطقي يعطي تقييماً صحيحاً لما يجري. التفسير الآخر له علاقة بأن الطريقة التي يتم بها اختيار الأشخاص بالطريقة نفسها وبالتالي لا نتوقع الحصول على نتائج مختلفة إذا كانت المقدمات نفسها والوسائل ذاتها. معظم المشكلات إن لم نقل كلها التي يعانيها المواطن السوري ما زالت تتكرر دوماً مع كل وزير، ونادراً ما يجري اختراق ما في جهة ما ثم تعود الأمور إلى حالها. طبعا ثمة تفسير آخر له علاقة بأن المشكلة بالمؤسسات وليس بالأشخاص، لكن السؤال المنطقي هنا: لماذا لم يستطع الأشخاص تغيير هذه المؤسسات؟ قناعة مطلقة أن بعض الأشخاص يحدثون فارقاً، هؤلاء هم الذين نحتاجهم وليس أولئك الذين يتقنون عادة نعم سيدي.أقوال:
- خير للإنسان أن يندم على ما فعل من أن يتحسر على ما لم يفعل.
- ستحصل على أفضل ما في الناس عندما تعطيهم أفضل ما فيك.
- لا تتماد في إغلاق عينيك من الحزن فربما تمر من أمامك فرحة ولا تراها.
- ربما صح القول إن العبقرية هي اجتماع النقائض في شخصية واحدة.