من دفتر الوطن.. عبد الفتاح العوض يكتب.. إشارات ملونة!!
الأربعاء 28-03-2018
- نشر 7 سنة
- 6213 قراءة
المسؤول الفراشة
سألني صديق أيهما تفضل الفراشة أم النحلة؟ أنقل السؤال إليكم.. وإذا كنت ممن يفضلون الفراشة فأنت تشبه إلى حد كبير بعض صناع المديرين والمسؤولين فهم يفضلون الشخص الفراشة.. الشخص النحلة.. أو يفضلون المدير الفراشة على المدير النحلة. الفارق بين النحلة والفراشة أن النحلة تقدم إلى جانب العسل «اللسع» وهو لسع مؤلم في كثير من الأحيان، بينما الفراشة لطيفة وجميلة وهشة. صحيح أنها لا تقدم العسل أو ما يشبهه لكنها أيضاً لا تلسع أبداً. من الواضح تماماً أن المدير الفراشة مرغوب أكثر من المدير النحلة فهو مطيع من دون تردد، ومنفّذ جيد بلا مناقشة، وسهل احتواؤه مثلما هو سهل في إبعاده وهرسه إذا اقتضى الأمر. بينما المدير النحلة.. صحيح أنه مفيد ويقدم خدمات فيها شفاء لكثير من المشكلات إلا أنه وفي الوقت نفسه غير مضمون و«يلسع» ولسعه يوجع ويترك آثاراً في بعض الأحيان. ولا توجد طريقة حتى الآن للوقاية من لسعات النحل، ثم إنه لم نصل بعد إلى مرحلة «تدجين» النحلة حيث تصبح قادرة على تقديم العسل بلا «لسع». في مدارس تعليم الكفاءات الإدارية مقولات ذهبية في معظمها تركز على الأهداف وقدرة الشخص على تحقيق النتائج التي نحتاجها بغض النظر عن الصفات الشخصية التي لا تؤثر في العمل. المعايير الإدارية تركز على الكفاءة وليس على أي شيء آخر. ومن الواضح تماماً أننا لم نصل بعد إلى هذه المرحلة وزاد الأمر في الأزمة حيث بات الأمر بعيداً عن المعايير العامة، وحتى الآن كما يقول المعنيون، ما زال الإصلاح الإداري في مرحلة «الحضانة» فننتظر حتى يدخل الابتدائية ربما يتحسن الأمر قليلاً.العزاء للكرسي
توفي قبل عدة أيام وزير الاقتصاد الأسبق الدكتور عامر لطفي لروحه الرحمة ولأهله الصبر. اللافت أن أيّاً من وسائل الإعلام لم تذكر أي إشارة لوفاة وزير سابق، بينما لو كان «فناناً» أو «مطرباً» درجة عاشرة لكان الاهتمام به واضحاً. الملحوظة ليست من عندي بل جاءت في سياق حديث مع السيد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء الأسبق الذي عاتبني بشدة على أن الإعلام لم يهتم أبداً بوفاة رجل مثل الدكتور عامر لطفي الذي لم يذكره أحد إلا بالخير، والرجل كان- إلى جانب كونه وزيراً سابقاً- أستاذاً جامعياً معروفاً بأخلاقه وعلمه معاً. تذكرت قصة رواها لي مسؤول سابق وقتها قال: إنه أجرى عملية بسيطة عندما كان مسؤولاً وهي من «البساطة» لدرجة أنه وجد إحراجاً في تحديد «مكانها» من جسده، ومع ذلك وبطريقة ما عرف الناس بالأمر وانهالت عليه باقات الورد وتمنيات الشفاء وزيارات تسجيل الحضور. وتمر الأيام وتتوفى والدته لكن بعد أن ترك منصبه، ووقتها فإن من جاء إلى تعزيته أقل من باقات الورود التي جاءته عندما أجرى عملية ما زال يحرج من ذكر مكانها! بصراحة.. العزاء لدينا للكرسي أكثر مما هو للشخص.نجاح
علينا أن نذكر باحترام الأداء الإعلامي للمراسلين التلفزيونيين في التغطية للغوطة، كان واضحاً الجهد في نقل التفاصيل وتقديم كامل المعلومات بصورة أقرب ما تكون للمهنية. لهؤلاء الشباب بطاقة نجاح وشكر.أقوال:
- السعادة مثل الفراشة في حال لاحقتها يصعب أن تمسك بها، لكن إن كنت هادئاً فستحط على كتفيك.
- من يؤلمه فمه فيجد العسل مراً.