بداية القابضة

رئيس التحرير : عبد الفتاح العوض

رئيس مجلس الإدارة : د. صباح هاشم

من نحن اتصل بنا
أجنحة الشام

هل كان المتنبي على حق؟

الأربعاء 15-11-2017 - نشر 7 سنة - 6485 قراءة

عبد الفتاح العوض نيتشه يقول: الأخلاق ليست سوى قناع يتوارى خلفه الضعفاء عن سادتهم الأقوياء. بينما سقراط يعتقد أن الإنسان ينشد الخير ويرفض الشر. بين الرأيين طيف واسع من الآراء، وهي بكل ما فيها من تناقضات واختلافات تقود إلى طرق مختلفة للتعامل مع البشر. بمعنى نظرتك للبشر تحدد طريقتك في التعامل مع نفسك ومع الآخرين.. وتذهب بعيداً في إدارة الدول والعلاقات بين الدول والشعوب.. فمثلاً عندما عرض ميكيافيلي نظريته السياسية التي قامت على أن الإنسان بطبعه سيئ.. التقى مع المتنبي عندما قال: «والظّلمُ من شِيَمِ النّفوسِ فإن تجدْ ذا عِفّةٍ فَلِعِلّةٍ لا يَظْلِمُ»، بينما سقراط وأفلاطون ويقابلهما ابن سينا يرون أن الإنسان مخلوق ينشد الكمال. ما الأفضل أن تعيش وفق قوانين ميكيافيلي أو وفق قواعد سقراط؟ السؤال بصيغة أخرى: ما الأفضل أن تمتلك القوة وأن تعايش الواقعية، أو تملك التسامح والغفران وتعيش في المثاليات؟! قبل أن نبدأ أود أن أوضح أن الواقعية ليس هي نفسها التي تتقبل الواقع كما هو أو ترضى به أو تتعامل معه على أنه قدر محتوم، بل أتناولها من المعنى العلمي للمذهب الواقعي.. وكذلك فإن المثالية ليست الأفكار الحالمة ورومانسيات العقل البشري، بل أيضاً معناها العلمي الذي يتعلق بالقيم والمثل العليا. بين الواقعية والمثالية هوة كبيرة، افتراق كبير في المبادئ وفي الوسائل وفي النتائج. فالواقعية لها قواعدها الخاصة وتستخدم وسائل مفتوحة وتصل في النهاية إلى نتائج عادة ما تكون هي الأساس الذي حرك فينا نوازع الواقعية.. وجعلنا نقف معها. أما المثالية فلها مبادئ راسخة ومحددة ولا تقبل إلا وسائل تتناسب معها وعلى قياسها، وكذا فإن النتائج التي تصل إليها مختلفة بالشكل والمضمون عن الواقعية. هذا «التنظير» ليس جديداً وقد انعكس بشكل مباشر على حياة الدول والشعوب والأفراد. برتراند رسل قال: إن التغيير يحدث على يد أولئك الذين يملكون القوة. هوبز وابن خلدون وميكيافيلي وكثيرون تحدثوا عن فكرة رئيسية واحدة أن «القوة» هي العامل الفصل. نظرة الفلسفة الواقعية للإنسان تقوم على أنه همجي متوحش يسعى وراء مصلحته، لا يلتزم بالقوانين أو المبادئ.. لهذا لابد من سلطان قوي يحكمه! أكثر من ذلك حسب الفلسفة الواقعية، فإنه لا يوجد مبدأ ثابت ومطلق! ما الأفضل للإنسان أن يعيش على أنه مخلوق وفق الواقعية أو يتصرف على أساس «المثالية»..؟ ربما علينا أن نغيّر السؤال أكثر من مرة.. بحيث يصبح ما الأسهل للإنسان أن يكون واقعياً أو مثالياً؟ أو ما الأكثر سعادة للإنسان أن يتصرف كواقعي أو كمثالي؟. بين الأفضل والأسعد والأسهل أجوبة كثيرة ومتنوعة ومتشعبة تأخذنا باتجاهات كثيرة. على المستوى الفردي فإن الإجابات أياً كانت فستكون مجرد مصائر أفراد إن توسع مصيرها كثيراً فلن تكون أكثر من عدة أشخاص هم المقربون والأقارب.! لكن عندما نتحدث عن السياسة والدول فإن القصة مختلفة، إذ تصبح مصائر شعوب ومصالح بشر تبعاً لسياسات دول واقعية أو دول مثالية. لا تسمح لي المساحة أن أبتعد كثيراً هنا وكنت فعلاً أتمنى أن تكون طبائع البشر خيراً ومثلاً وقيماً… لكن ثمة من يذكرني دوماً أن المتنبي كان على حق. أقوال: • قمت ببعض الخير، هذه أعظم مؤلفاتي. • الإنسان مخلوق مدهش مفطور على تقبل موت الجميع ما عداه. • الإنسان السليم يندم على الخطأ الذي فعله، الإنسان النقي يندم على الصواب الذي لم يفعله. الوطن


أخبار ذات صلة

كتب د.عدي سلطان

كتب د.عدي سلطان

المواصلات في دمشق وريفها رحلة معاناة لاتنتهي

الاعلامي وضاح عبد ربه يكتب :  كتب رئيس تحرير الوطن الاعلامي وضاح عبد ربه :

الاعلامي وضاح عبد ربه يكتب : كتب رئيس تحرير الوطن الاعلامي وضاح عبد ربه :

اسوأ قرار، غير معلن لكونه غير قانوني وغير دستوري، اتخذ في تاريخ مجلس الشعب تمثل في حجب الإعلام الخاص ومنعه من دخول المجلس، ونقل ما يحدث تحت قبته!