بداية القابضة

رئيس التحرير : عبد الفتاح العوض

رئيس مجلس الإدارة : د. صباح هاشم

من نحن اتصل بنا
أجنحة الشام

الحياة.. حلبة ملاكمة!

الأربعاء 08-11-2017 - نشر 7 سنة - 6405 قراءة

  من دفتر الوطن.. عبد الفتاح العوض ثمة من يوافق على هذه المقولة «الحياة حرب.. حرب مع نفسك ومع ظروفك، وحرب مع الحمقى الذين خلقوا لك هذه الظروف». يمكننا أن نناقش هذه الموضوع على مستوى الأفراد… ويمكننا أن نتوسع به حيث يصبح الصراع على مستوى الدول والشعوب. عندما نتحدث عن الأفراد فإن كل إنسان في حالة صراع مع نفسه، مع شهواته، مع ضعفه، وأيضاً في صراع مع الآخرين.. الصراع مع الآخر يفسره فرويد على أنه ناتج طبيعي للدوافع البشرية… أريك فروم يقول: إنه ناتج حتمي للإحباط، بينما كينيث والتز لا يراه إلا مجرد غباء إنساني. في تفسير الآية القرآنية الكريمة: «خلقنا الإنسان في كبد» يختصر علماء الدين المعنى بأن الإنسان يكابد مضايق الدنيا وشدائد الآخرة.. إنها المكابدة. لا شك أننا نتحدث عن قضية تحتمل الاختلاف في الرأي والتحليل لكن مهما بلغ الاختلاف في الرأي فلن يكون بعيداً عن أن الصراع لا يتم في أغلب الأحيان لمجرد الصراع، بل يكون بدوافع كثيرة لعل من أكثرها شيوعاً الاختلاف في المصالح.. والاختلاف في القيم. أصحاب المصالح الأذكياء أوجدوا طرقاً للوصول إلى معادلة الكل رابح… أو أكثر ربحاً وأقل خسارة.. على حين الصراع على القيم لم يصل فيها إلى نقطة توازن عادلة… إما تربح وإما تخسر وفقط. الذين يجتهدون في رؤية النصف الممتلئ من الكأس اختاروا اسماً أجمل للصراع وسموه المنافسة.. واعتبروا أن المنافسة هو محرك التقدم في كل المجالات. أظن أن تعبير المنافسة هو تعبير موفق لأن نتائجه مثمرة.. لكن عندما نتحدث عن الدول والصراعات التي وصلت إليها على مدار التاريخ من حروب ومآس لا يمكن أن نجد لها اسماً غير الصراعات القاتلة.. العالم مجرد حلبة ملاكمة… لا قواعد فيه إلا لمن يملك عضلات أقوى وبدرجة أقل عقلاً أفضل.. وإذا كان الأفراد وصلوا إلى مراحل من تحويل الصراعات إلى منافسة مثمرة إلا أن الدول لم تستطع حتى الآن إيجاد طريقة تخفف فيها من هذه الصراعات.. في منطقتنا الآن حلبة ملاكمة عنيفة جداً ولا قواعد وبجولات مفتوحة العدد وممتدة التوقيت… وكلنا يشعر بألم اللكمات التي تصفعنا في كل مكان.. حتى تلك اللكمات التي توجه إلى وجوه خصومنا تؤلم أيدينا! إذا كان بالإمكان أن ننظر إلى النصف الممتلئ من الكأس فإننا في هذه نهاية المرحلة الصعبة والقاسية على سكان المنطقة وأن هذه الدروس المكلفة قادرة على أن تفتح لنا أبواب المستقبل.. وكسوريين فإن هذه المحنة القاسية قد أخرجتنا أفضل وأقوى وأكثر وعياً بمكاننا ومكانتنا.. الدرس المهم إذا لاكمتك الحياة فلا تستسلم لها… عاركها، قد لا تنتصر عليها لكنك ستجعلها صديقتك. الحياة صديقتي تعبير أجمل من الحياة غلبتني..   أقوال «ليس البلية في أيامنا عجباً… بل السلامة فيها أعجب العجب». ماذا ينفع الفجر إذا لم نستيقظ. البعض يفتش عن أخطاء الآخرين كما لو كان يفتش عن كنز.   الوطن


أخبار ذات صلة

كتب د.عدي سلطان

كتب د.عدي سلطان

المواصلات في دمشق وريفها رحلة معاناة لاتنتهي

الاعلامي وضاح عبد ربه يكتب :  كتب رئيس تحرير الوطن الاعلامي وضاح عبد ربه :

الاعلامي وضاح عبد ربه يكتب : كتب رئيس تحرير الوطن الاعلامي وضاح عبد ربه :

اسوأ قرار، غير معلن لكونه غير قانوني وغير دستوري، اتخذ في تاريخ مجلس الشعب تمثل في حجب الإعلام الخاص ومنعه من دخول المجلس، ونقل ما يحدث تحت قبته!